منهجية التفكير التصميمي: تجربة الحلول المحلية في العراق

30 سبتمبر 2020

التجربة هي رحلة تعلم لانهائية غالباً ما تكون مليئة بالغموض والخوف والمخاطر، وهي تقترن أيضاً بالإثارة لاختبار الحلول المبتكرة. في مختبرات التسريع الإنمائية التابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق، نحن نعتمد على النهج المتمحور حول  الإنسان، وتحديداً استخدام منهجية التفكير التصميمي، في سير عملية تصميم التجارب والاختبارات. في مدونة هذا الشهر، نسلط الضوء على  سير عملية التجربة  لثلاثة حلول محلية  من أصل 100 حل محلي هي:  الدليل التدريبي المحلي لمنهجية التفكير التصميمي  ومنصة INpoint ومنصة كورونا في العراق.

ان  منهجية التفكير التصميمي هي طريقة  تفكير مرنة و غير خطية  تعتمد  على التكرار  مرورا بمراحلها الخمسة هي (التعاطف والتعريف وتوليد الافكار وبناء النموذج الأولي والاختبار) وذلك لفهم حاجات الشريحة المستهدفة والمتأثرة بالمشكلة وتحدي الافتراضات وتحديد الحاجات المعلنة وغير المعلنة وإعادة تعريف المشكلات لوضع استراتيجيات وحلول جديدة.

وفقاً لاستراتيجية التجارب في  مختبر التسريع في العراق ، قام الفريق بتضمين منهجية التفكير التصميمي في الحمض النووي لكل حل محلي محدد على النحو التالي:

●  الدليل التدريبي المحلي لمنهجية التفكير التصميمي:  تم استخدام المنهجية كطريقة لتوليد الأفكار المبتكرة لمعالجة المشكلات المعقدة وتوجيه عملية التفكير مع مختلف أصحاب المصلحة.

● منصةINpoint : تم استخدام المنهجية لتصميم التجربة  باستخدام التصميم المتمحور حول الإنسان  واستخدامها لتوجيه عملية الاختبار.

● منصة Corona in Iraq: تم استخدام المنهجية لتوجيه تصميم المحتوى ليكون أكثر سهولة عند  الاستخدام وقد استخدمت  كاداة لإعادة تصميم المحتوى للمستخدمين النهائيين.

الدليل التدريبي المحلي لمنهجية التفكير التصميمي:  لتوجيه عملية توليد الأفكار.

 الدليل التدريبي لمنهجية التفكير التصميمي هو دليل تدريبي محلي يستهدف السوق العراقي ويغطي المراحل الخمس للتفكير التصميمي. تركز  المراحل الخمس على تحليل المشاكل المستعصية وايجاد الحلول الممكنة.ليصبح استخدامها  ذو أهمية في الدول التي تواجه مشاكل معقدةمثل العراق. ولترسيخ نهج التفكير التصميمي في العراق والمكتب القطري لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، التزم مختبر التسريع الإنمائي بإجراء الاختبار وقياس التأثير على المجتمع المحلي والمكتب القطري. مفترضاً الفرضية التالية لمعالجة الشباب والبطالة وتغير المناخ :

"إذا تم استخدام الدليل التدريبي لمنهجية التفكير التصميمي كأداة تعليمية في تصميم الابتكارات المحلية، فسيقوم  المصممون بتحديد جذور المشاكل المعقدة بشكل أفضل  وبالتالي سيكونون قادرين على التفكير في المزيد من الابتكارات العملية" 

لاختبار صحة الفرضية اعلاه ، صمم فريق مختبر التسريع الإنمائي في العراق عدة اختبارات  اعتمادا  على استراتيجية  التجربة  مع اكثر من 500 مشارك ومشاركة  من مختلف أصحاب المصلحة، بما في ذلك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والأكاديميين والقطاع الحكومي ومؤسسات ريادة الأعمال والمنظمات المحلية والدولية والقطاع الخاص. وخلال أنشطة التجارب والاختبار وورش العمل الأولية، لاحظنا إشارات التغيير في طريقة تفكير المشاركين خلال المرحلتين الأولى والثانية من التفكير التصميمي (التعاطف والتعريف)؛ اذ بدأوا في تحديد مشاكل معينة بناءً على قدراتهم بدلاً من معالجة المشكلات الكبيرة التي لا يمكنهم العمل عليها. بدأوا في رؤية الأشياء من وجهات نظر مختلفة وأدركوا قدراتهم ومحدداته.  لنكون قد وضعنا القاعدة الأساسية للمرحلة القادمة من اجل ابتكار افكار عملية جديدة تتلائم مع احتياجات السوق.ان لمن المثير للدهشة أثناء اختبار الدليل مع اساتذة الجامعات، خلص فريق مختبر التسريع الانمائي إلى أن منهجية التفكير التصميمي  قد تكون مناسبة لتحسين طريقة اختيار مشاريع التخرج بالنسبة لكل من الأساتذة والطلاب ، لتكون أكثر ملائمة لاحتياجات السوق. وبالتالي، ركزنا على هذا الموضوع لتشجيع الطلاب على تصميم مشاريع تخرج مستدامة مالياً يمكنهم الاعتماد عليها بعد تخرجهم، كما انها تساعد البلاد على مواجهة التحديات الحالية. لذا يعمل الفريق الآن مع كلية الزراعة في جامعة البصرة لتضمين الدليل التدريبي لمنهجية التفكير التصميمي ضمن مناهج الكلية.

منصة INpoint: توجيه مرحلة التجريب

INpoint عبارة عن منصة افتراضية مبتكرة، وتطبيق الكتروني تم تطويره من قبل مشروع ابتكار من أجل التنمية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. تدعم هذه المنصة  بيئة ريادة الأعمال في العراق بما في ذلك رواد الأعمال والمؤسسات ومراكز الابتكار وشركات القطاع الخاص والمؤسسات المعنية بأهداف التنمية المستدامة في العراق. تهدف المنصة إلى توفير بيئة للتعلم والتعاون وتبادل الخبرات وبناء شراكات داخل النظم البيئية لريادة الأعمال في العراق.

 ان لسمة المرونة التي تمتلك هذه المنهجية في التعامل مع المشاريع  والحلول قام  الفريقباستخدم هذه المنهجية  في مرحلة تصميم التجربة واختبار المنصة من خلال دمجها مع ادوات ومنهجيات اخرى لتحقيق الأهداف  المرجوة. مع التحقق من ميزات  المنصة لتكون أكثر تركيزاً على حاجة الإنسان،  ولايجاد أفضل طريقة  لجعل استخدامها اسهل من قبل الأشخاص المستهدفين ، مع  بناء نظام بيئي صحيح حول هذا منصة.ولتحقيق الهدف، افترضنا الفرضية التالية:

"إذا تم استخدام منهجية التفكير التصميمي لتصميم  التجربة واختبار  منصة INpoint، فسيتم استخراج سلوكيات ورؤى الأشخاص المستهدفين، وبالتالي سيتم تطوير المنصة استنادا على تجربة  المستخدم".

للتحقق من الفرضية واستناداً إلى استراتيجية التجربة الخاصة بمختبرات التسريع الإنمائية، قمنا بتأسيس فريق من ثمانية متطوعين يتكون من (50٪ إناث) من الناشطين في المجتمع  المحلي ليكونوا جزءاً من عملية تصميم التجربة و تنفيذها.

نظرًا لأن منصة INpoint تهدف إلى إنشاء نظام بيئي مترابط لريادة الأعمال، يمكن استخدام منهجية التفكير التصميمي بالتوازي مع الرؤى السلوكية لمراقبة رحلة المستخدمين مع ميزات النظام الأساسي الحالي. قمنا بدعوة 20 مشاركاً لحضور عرض توضيحي استمر لساعتين، أدى إلى مراقبة سلوك المستخدمين وتحديد نقاط الضعف والمكاسب والاهتمامات والأولويات من خلال استخدام النموذج الأولي. قادتنا الأفكار إلى رسم خريطة للنظام مرة أخرى، وتحديد الثغرات ثم تحديد التحديات التي يواجهها المستخدمون مع النموذج  الحالي من أجل المضي قدماً في حل المشكلات وتطوير النظام الأساسي فيما يتعلق باحتياجات المستخدمين.

بعد مرحلة التعريف، قرر الفريق توسيع الشرائح المستهدفة من المجربين من أجل المشاركة في إعادة تصميم ميزات النظام الأساسي من خلال تطوير تصميم واجهة المستخدم/تجربة المستخدم الخاصة به وإصلاح أخطاء الميزات.

ولتقليل مخاطر الفشل، انطلقت الموجة الثانية من التجارب بفتح نموذج عبر الإنترنت لدعوة الشرائح المستهدفة للانضمام إلى النظام الأساسي تدريجياً. تم استلام 670 استمارة حتى الآن. والذي سيعتبركعينة مصغرة  لمنظومة ريادة الأعمال داخل المنصة لمراقبة سلوكهم ورحلة استخدامهمخلال الأشهر الثلاثة المقبلة.

خلال هذه رحلة التجارب، اكتشفنا أنه في مثل هذه الحلول الجذرية التي تُحدث تغييراً في نظام قائم، نحتاج إلى تضمين مفهوم التغيير تدريجياً ولكن أيضاً تكييفه مع نهج محبب لجذب انتباه الشريحة المستهدفة. ومن ثم، فإننا نطور الوحدة النمطية استجابةً للرؤى المستمدة من جولتي التجربة؛ تم تطوير نظام محفز يعتمد على النقاط وشارات تعطى للمستخدمين خلال قيامهم بالانشطة داخل المنصة (والذي سيساعد  في الصعود  لمراحل متقدمة  فيالبيئة الافتراضية داخل المنصة).

منصة كورونا في العراق: تصميم المحتوى للمستخدم النهائي 

منذ تفشي جائحة كورونا، بدأ فريق مختبرات التسريع الانمائية التابعة لبرنامج الامم المتحدة الإنمائية في العراق عملية البحث والاستتكشاف عن حلول محلية للاستجابة لـفيروس كورونا دعما" لجهود الحكومة العراقية لمواجهة هذا الوباء. ليتم بعدها  تحديد الحاجة إلى أدوات يمكن الوصول إليها لنقل المعلومات والطريقة السهلة لتتبع أعراضالاصابة بفيروس كورونا و بعد رسم مخطط النظام ومراقبة احتياجات القطاعات المستهدفة. فكان الحل المحلي الأفضل لمعالجة هذه النقطة الحرجة هو منصة كورونا في العراق ، وهو حل محلي طوره مطور عراقي شاب.

بعد الإنطلاق الناجح للمنصة، بدأنا مرحلة المتابعة والتقييم لقياس تأثير الفيروس على حياة الناس من خلال تحليل البيانات المقدمة من خدمة بيانات جوجل. أشارت الإحصاءات إلى أن عدد المستخدمين آخذ بالتناقص، مما يشير إلى أن الناس اصبحوا غير تواقين إلى المحتوى بقدر ما كانوا يفعلون عندما تم إطلاق الموقع في شهر نيسان من العام الحالي ، فقد يكون هذا بسبب تشبع المعلومات المتعلقة بـفيروس كورونا.قادنا ذلك إلى استخدام منهجية التفكير التصميمي لتحديد الأسباب الجذرية لايجاد  الحل الصحيح و التغلب على هذا التحدي.  فأظهرت العملية الى أهمية إعادة تصميم واجهة المستخدم وتجربة المستخدم للمنصة لتكون أكثر توطيناً بمحتوى  متمحور حول حاجة الإنسان  لذلك نحن الآن في مرحلة إعادة تصميم النظام الأساسي وفقاً لمخطط رحلة المستخدم.

لقد أظهرت التجارب أعلاه عند استخدام منهجية التفكير التصميمي في مجالات مختلفة ومع مختلف أصحاب المصلحة أن المنهجية ليست سحرية، إنها عقلية وطريقة تفكير لدعم تجاربنا وربط أنشطتنا وحلولنا باحتياجات المجتمع المحلي. سوف نستخدم منهجية التفكير التصميمي فيما بعد في تطوير المشاريع الزراعية داخل القطاع الأكاديمي في العراق.