كيف يمكن للبيانات أن تساعد في مواجهة الأزمات الصحية؟

يدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي محافظة كربلاء في تعقب ومتابعة تفشي فيروس كورونا باستخدام تكنلوجيا المعلومات الجغرافية الحديثة.

18 مايو 2020

مع احتدام الصراع في مواجهة جائحة كورونا في جميع أنحاء العالم، بات من الضروري متابعة مناطق تفشي الإصابات جغرافياً. ففي العراق، البلد الذي يخضع لإجراءات حظر التجوال، تم اتخاذ بعض الإجراءات للسيطرة على انتقال الفيروس عن طريق الحد من السفر وحجر المواطنين ومنع التجمعات الكبيرة. ولكن هذا الأسبوع في كربلاء، تم إطلاق منصة جديدة مبتكرة لمواجهة الفيروس - فهل يمكن أن تكون عاملاً مساعداً في وقف انتشار الوباء؟

"سيزود نظام "البيانات الجغرافية" أصحاب القرار بأدوات تحليلية عبر لوحة تحكم موفراً بذلك بيانات تفصيلية عن الحالات المؤكدة إصابتها بفيروس كورونا ونسب الشفاء، مما يساعدهم على اتخاذ قرارات فورية واتخاذ التدابير اللازمة. كما يعرض ايضاً بيانات جغرافية لاعطاء صورة كاملة عن الوضع الميداني. "يقول أحمد مأمور، أحد المهندسين العاملين في فريق برنامج المعلومات الجغرافية في كربلاء"، "سيتم مشاركة المعلومات من خلال منصة على شبكة الانترنت وعن طريق تطبيق يمكن تحميله على الهواتف المحمولة، مع خلية الأزمة في كربلاء والباحثين والأكاديميين والمواطنين." يضيف أحمد.

تم انشاء نظام البيانات الجغرافية مطلع عام 2016 لموائمة البيانات المتوفرة وإشراك المنظمات غير الحكومية وبرامج الأمم المتحدة والحكومة والقطاع الخاص في توحيد البيانات الجغرافية والديموغرافية المتاحة في الوقت الحالي، من أجل زيادة دقة هذه البيانات وتشجيع التعاون بين هذه الجهات وتسهيل عملية الوصول الى البيانات.

 "يعمل النظام بطريقة توفر بيانات متكاملة يسهل الوصول اليها من جميع الكيانات المشاركة عبر مختلف القطاعات، مما يتيح للحكومة بناء استراتيجيات تنموية واضحة اعتماداً على بيانات عالية الدقة. إن هذه البيانات ضرورية لعمليات التخطيط والتحليل والمتابعة الحكومية، وبالتالي اتخاذ القرارات التي يمكن أن تساعد على تطوير سياسات مناسبة بشكل أكبر." تقول مهاب مدني، مدير مشروع الحوكمة والتنوع الاقتصادي لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق.

لقد عمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع محافظة كربلاء على مدى السنوات الأربع الماضية للحصول على البيانات المتعلقة بالبنى التحتية ومرافق الخدمات والمشاريع الخدمية وتوحيدها، بالإضافة إلى البيانات الصحية والديموغرافية، لاستخدامها في التخطيط والأعمال اليومية التي تنفذها الوزارات ودوائرها المختصة.

يؤكد المهندس أحمد على أن "نظام البيانات الجغرافية سيساعد الحكومة على استثمار الموارد بشكل أفضل وتحسين الخطط ورفع جودة الخدمات، بالإضافة الى مساعدة القطاعين الحكومي والخاص على وضع خطط تنموية أكثر دقة."

"علاوة على ذلك، يتيح النظام ميزة التواصل من خلال تطبيق هاتف كربلاء الذكي، الذي يتيح للمواطنين إيصال أصواتهم عند اتخاذ القرارات. بإمكان المواطنين في كربلاء تسجيل رسائل صوتية والتقاط صور لتحميلها باستخدام العلامات الجغرافية لمواقعهم ومشاركتها مع الحكومة واصحاب القرار للنظر فيها." يضيف علي كمونة، مدير مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في كربلاء .

بعد تفشي فيروس كورونا، سارع فريق مشروع نظم البيانات الجغرافية في كربلاء لتكييف المنصة لتوفر بيانات حيوية عن موقع ووضع جميع الحالات المصابة بالفيروس في المحافظة. "أضاف الفريق وظيفتين إلى النظام الأساسي، أحدهما هو تطبيق للأجهزة المحمولة لرصد وتسجيل جميع الحالات المصابة بالفيروس بالتعاون مع المشافي والعيادات التي يمكنها مشاركة المعلومات أولاً بأول إلى قاعدة بيانات مركزية، والوظيفة الأخرى هي موقع الكتروني يظهر بيانات تحليلية مفصلة عن الحالات المصابة استناداً الى الفئة العمرية والجنس ومدى تطور الحالة." يقول علي، مضيفاً: "بات بإمكان صناع القرار الاستفادة من هذه المعلومات الآنية لدراسة مدى انتشار فيروس كورونا وبالتالي اتخاذ الاجراءات المناسبة، كتحديد المناطق التي يجب مسحها أولاً للكشف عن حالات الإصابة بالفيروس."


في نهاية المطاف، من المؤمل أن تدعم هذه المنصة محافظة كربلاء للانضمام إلى شبكة عالمية من "المدن الذكية"، مما يوفر حزمة من الخدمات الرقمية المتقدمة التي تسهل الحياة اليومية لمواطني المحافظة.