برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يسهل المناقشات بين العراقيين لترتيب أولويات الأبعاد البيئية لرؤية العراق 2030

22 يناير 2019

خبير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يشرح أداة تحليل المصفوفة للمشاركين. تصوير: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق / 2018

 

بقلم سندس عباس

إن إطلاق خارطة طريق لترتيب أولويات أهداف التنمية المستدامة ومؤشراتها في العراق يعد أمراً شديد الأهمية بالنسبة للحكومة العراقية نظراً للأوضاع الحالية والمخاطر البيئية واتجاهات التطور والجهود المشتركة، والمقارنة مع مقاصد أخرى لأهداف التنمية المستدامة، بما يتماشى مع إطار تنفيذ البعد البيئي لأهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية.

وقد نظم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق ووزارة التخطيط ورشة عمل لترتيب أولويات الأبعاد البيئية لمقاصد ومؤشرات أهداف التنمية المستدامة وتعديلها بما يتناسب وظروف العراق مع التركيز على، الهدف 2: القضاء التام على الجوع، والهدف 6: المياه النظيفة والصرف الصحي، والهدف 7: طاقة نظيفة وبأسعار معقولة، والهدف 12: الاستهلاك والإنتاج المسؤولان، والهدف 13: العمل المناخي، والهدف 14: الحياة تحت الماء، والهدف 15: الحياة في البر. وقد بلغت هذه المبادرة منعطفاً محدداً، إذ سيتقدم العراق باستعراضه الوطني الطوعي في المنتدى السياسي رفيع المستوى في عام 2019 للمشاركة بتجربته في تنفيذ أجندة 2030 وأهداف التنمية المستدامة.

انعقدت ورشة العمل التي دامت يومين (24-25 تشرين الأول 2018) في بغداد وشارك فيها قرابة 32 مختصاً وممثلاً عن مختلف الوزارات، وكان محور عملها تقييم ومناقشة الجوانب البيئية لأهداف التنمية المستدامة لتبيان الأولويات الوطنية لخطة التنمية الوطنية (2018-2022) ومشروع رؤية العراق 2030، مع مقاصد ومؤشرات أهداف التنمية المستدامة. وقد قام الدكتور وليد علي، اختصاصي التغير المناخي الإقليمي من المركز الإقليمي بعمان في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بتعريف المشاركين في الورشة على أداة تحليل المصفوفة لاستخدامها في تسهيل تحديد مجموعة قليلة من مقاصد ومؤشرات أهداف التنمية المستدامة ذات الأولوية العالية. كذلك بينت الأداة الأبعاد البيئية لأهداف التنمية المستدامة وارتباطها بالأهداف المستدامة الأخرى مثل الأهداف 1 و5 و6 و16.

توزع المشاركون على أربع مجموعات عمل ناقشت إمكانية تطبيق مقاصد ومؤشرات أهداف التنمية المستدامة ووضعها الراهن في العراق باستخدام مصفوفة التحليل. وعملت كل مجموعة على ترتيب التفاعلات بين أهداف التنمية المستدامة ومؤشراتها استنادا إلى خطة التنمية الوطنية 2030 باستخدام مصفوفة التحليل. وقدمت كل مجموعة النتائج الأولية للتحليل تمهيداً لاتخاذ خطوات أخرى تتعلق بأهداف التنمية المستدامة البيئية ذات الأولوية العالية.

ممثلون من وزارات مختلفة يناقشون أهداف أهداف التنمية المستدامة البيئية الضرورية لتعكس الأولويات الوطنية لخطة التنمية الوطنية (2018-2022). تصوير: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق / 2018

وقال وكيل وزارة التخطيط الدكتور ماهر جوهان أن: "هذه الورشة عقدت بتعاون وثيق مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وهي جزء من سلسلة ورش تهدف إلى دعم الحكومة العراقية في إطلاق عملية ترتيب أولويات أهداف التنمية المستدامة البيئية وربطها بباقي الأهداف في الوقت الذي يعد العراق التقرير الوطني الطوعي الذي سيقدم للمنتدى السياسي رفيع المستوى في عام 2019".

وتمثل هذه الورشة خارطة طريق لترتيب أولويات مقاصد ومؤشرات أهداف التنمية المستدامة البيئية في العراق للتأكيد على تأثير هذه الاهداف على أهداف التنمية المستدامة الأخرى".
وسيُجري خبراء عراقيون من كافة القطاعات مزيداً من التحليل والترسيخ لنتائج مصفوفة تحليل أهداف التنمية المستدامة البيئية، على ضوء الوثائق الاستراتيجية الأخرى أيضاً. وستُنشر النتائج وتستخدم لمواءمة رؤية العراق 2030 مع أهداف التنمية المستدامة البيئية. اذ ستلعب نتائج ورشة العمل دوراً حاسماً في مساعدة العراق في تسهيل التنفيذ والرقابة والإبلاغ والمساءلة في مجال الأبعاد البيئية لأهداف التنمية المستدامة. كما سيساعد التحليل العراق في عرض مدى تقدم البلد في تنفيذ ذلك من خلال سياساته الأساسية وأطر التخطيط فيه أثناء عرض تقرير الاستعراض الوطني الطوعي في منتدى الأمم المتحدة السياسي رفيع المستوى المقرر عقده خلال العام الجاري 2019.