تعزيز الإطار المؤسسي وتوطين أهداف التنمية المستدامة في المستويات المحلية

23 أبريل 2019

ممثلون عن محافظات البصرة وكربلاء والأنبار وحكومة إقليم كردستان ووزارة التخطيط خلال ورشة عمل حول توطين أهداف التنمية المستدامة. تصوير: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق / 2019.

بقلم: سندس عباس، مديرة مشروع أهداف التنمية المستدامة، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

إن توطين أهداف التنمية المستدامة عملية شديدة الأهمية لما لها من دور في الإسراع بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة في العراق "لتشمل الجميع بلا استثناء ". وهو ما يعني أن يكون لكل أصحاب المصلحة والمؤسسات والحكومة على المستويات دون الوطنية والجهات الفاعلة غير الحكومية كالمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والجماعات المستبعدة، دوراً أساسياً في صياغة وتنفيذ ومراقبة أهداف التنمية المستدامة على مستوى كل منها.

وقد نظم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ورشة عمل لدعم ثلاث محافظات هي البصرة وكربلاء والأنبار وحكومة إقليم كردستان لتوطين أهداف رؤية 2030 وفقاً للاحتياجات الاجتماعية والأولويات. جاءت هذه الخطوة بعد أن اتخذت الحكومة العراقية خطوات متقدمة على طريق تنفيذ أهداف التنمية الاجتماعية في العراق، من خلال أهداف خطتها للتنمية الوطنية لعام 2018- 2022. وقد جمعت الورشة ممثلين من ثلاث محافظات وحكومة إقليم كردستان، تواجه جميعها تحديات تنموية مختلفة، وممثلين من وزارة التخطيط، وفريق المراجعة الوطنية الطوعية، وفريق الهدف 16 من أهداف التنمية الوطنية المستدامة، والجهاز المركزي للإحصاء، وخبراء من المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. استمرت ورشة العمل يومين للفترة 12- 13 شباط ]فبراير[ 2019 في أربيل، شارك فيها 27 ممثلاً مختصاً من المحافظات التجريبية ووزارة التخطيط بهدف فهم أفضل لتوطين أهداف التنمية المستدامة عموماً، مع تركيز كبير على الهدف 16 منها (آلية مؤسسية وتنسيقية فعالة) استناداً إلى تموضعهم ضمن البيئة العراقية مع الخبرات ذات الصلة في المنطقة وخارجها. ساعدت هذه الورشة ممثلي المحافظات في تقييم حالة أدائهم من حيث توطين أهداف التنمية المستدامة وبحث صياغة إطار مؤسسي فعال، والتمكين من بيئة لمجتمع أكثر شمولاً. حيث قام خبراء من المركز الإقليمي في عمان (السيدة توموكو فازير) والمكتب القطري في الجزائر (السيد سيباستيان فوزيل) بتعريف المشاركين بالأبعاد والدروس الهامة المستفادة من توطين أهداف التنمية المستدامة في المنطقة اعتماداً على الأدوات والإرشادات المؤسسية لمجموعة الأمم المتحدة للتنمية وخبرات دولية رائدة. ونوقشت أيضاً آلية مؤسسية رأسية وأفقية للتنسيق على مستويات مختلفة لفعاليات حكومية وغير حكومية، مما سمح بتعزيز تماسك السياسات بين تخطيط التنمية الوطنية والمحلية وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك أمثلة قطرية حول هياكل إعداد تقارير عن أهداف التنمية المستدامة ما بين السلطات المحلية والوطنية والدروس المستفادة.

وقدم ممثلو المحافظات من (وحدة التنمية المستدامة في وزارة التخطيط، ديوان الخدمة المدنية، فريق الهدف 16 الوطني، فريق المراجعة الوطنية الطوعية) إطارهم المؤسسي لتوطين أهداف التنمية المستدامة وتنفيذها من حيث الروابط مع خطط وأهداف التنمية المحلية، والمشاركة الفعالة للمجتمع والجماعات المحتاجة، والتقدم المحرز حتى الآن والدروس المستفادة، وآليات المساءلة وعمليات إعداد التقارير عن تنفيذ أهداف التنمية المستدامة على المستويات المحلية. وسلطت الأضواء على بعض التحديات، مثل كيفية إيجاد تكامل بين المبادرات الموجودة والمبادرات الجديدة، وفائدة/صلاحية المؤشرات، وإشراك أصحاب المصلحة لتحقيق رؤية مشتركة وإشراك القطاع الخاص ووضع خطط حضرية فعالة، ومبادرة على مستوى المجتمع للتعامل مع التغير المناخي كإعادة تدوير النفايات. كما تفحص عضو فريق المراجعة الوطنية الطوعية (الدكتور حسن الزبيدي) آلية إعداد التقارير والإرشاد على المستويات دون الوطنية، مع تسليط الضوء بشدة على إدخال قسم معين ضمن تقرير المراجعة الوطنية الطوعية في العراق 2019 عن توطين أهداف التنمية المستدامة على المستويات الوطنية. وتم تقديم إرشادات مفصلة عن إعداد تقارير أهداف التنمية على المستوى المحلي، باعتبار أن المحافظات التجريبية ستعد تقاريرها المحلية بشأن أهداف التنمية بعدها. وقدم خبير من مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الجزائر تجارب الجزائر الخاصة بتوطين أهداف التنمية المستدامة والهدف 16 منها، حيث عرض مشروعهم ‘CapDEL’، برنامج تعزيز قدرات الجهات الفاعلة في التنمية المحلية والمجتمعية، إلى جانب خبرتهم في التحضير للمراجعة الوطنية الطوعية وخصوصاً عن الهدف 16.

ونوقشت في الورشة عناصر رئيسة يمكن أن تساعد و/أو تعرقل توطين أهداف التنمية المستدامة على المستوى المحلي من خلال أربع مجموعات عمل قام فيها ممثلوا وزارة التخطيط بمساعدة جميع المجموعات العاملة. حيث برزت الحاجة إلى تعزيز إشراك أصحاب المصلحة، ومنهم منظمات المجتمع المدني وعامة الناس والوسط الأكاديمي والشباب والجمعيات النسائية، الخ... بأولوية عالية في جميع المواقع وآليات تنسيق رأسي وأفقي ينبغي تحليلها لتحسينها بهدف تقليص النهج القطاعية وعدم التخلي عن أحد. على الرغم من الاختلاف في حالة الأداء فيما يتعلق بتوطين أهداف التنمية المستدامة وتنفيذ الهدف 16 منها، والتحضير لوضع تقرير أهداف التنمية المستدامة على المستوى المحلي، فقد تمكن المشاركون من تبادل تجاربهم والتحديات التي واجهوها على طريق حيازة أهداف التنمية وتوطينها. اذ لا تزال فجوة البيانات تشكل تحدياً كبيراً على المستويين الوطني والمحلي، وكذلك التنسيق مع الجهاز المركزي للإحصاء، وإيجاد طرق مبتكرة لجمع البيانات مع تقييم البيانات المتوفرة.

بعد أن أبدى ممثلو الحكومة تقديرهم لجهود المكتب القطري لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ودعمه، شرحت ممثلة المكتب القطري لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (سندس عباس، مديرة مشروع أهداف التنمية المستدامة) خطط المكتب القطري لدعم المحافظات في تعزيز مفهوم ومبادئ توطين أهداف التنمية المستدامة وآلية التنسيق المؤسسي على طريق تنفيذ رؤية 2030 في العراق مع التركيز الكبير على أهمية اشراك الجميع في هذه المرحلة.

للمزيد من المعلومات، الاتصال:

 سندس عباس، مديرة مشروع أهداف التنمية المستدامة، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

(هـ): 009647801976464