السلام والصراع والتعليم

بعد مضي عامين على تحرير العراق من سيطرة تنظيم "داعش"، ما زالت مفاهيم السلام والنزاع والمصالحة المجتمعية تحتل مركز الصدارة في أولويات الجامعات العراقية.

16 مايو 2020

في العراق، أصبح التعليم الحكومي في العراق بوابة للشباب العازمين على رؤية بلدهم وهو يتعافى من عقود الصراع التي دامت لفترة طويلة من الزمن والعيش بسلام. حيث انضم أربع وأربعون طالباً بتخصصات اكاديمية مختلفة من جامعات الأنبار وبغداد والموصل إلى الدفعة الدراسية الأولى للحصول على الدبلوم العالي في دراسات السلام والصراع أواخر عام 2019 تعبيراً عن رغبتهم بالعيش في عراق موحد.

يقول الدكتور عبد الجبار - باحث في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي: "بالنظر لما مررنا به وجربناه سابقاً، اصبح من المهم ان نستثمر في دراسات السلام." ويضيف قائلاً: "يصبح الأشخاص المتعلمين رسلاً في مجتمعاتهم من اجل نشر ثقافة السلام."

على مدى عامين، دعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة عراق الامل غير الحكومية وجامعة إنسبروك (النمسا) أكاديميين من جامعات بغداد وتكريت والأنبار والبصرة وكربلاء والكوفة والموصل لإعداد أول منهج وطني لدراسات السلام والصراع. بدعم من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ستكون اول دفعة دراسية في عام 2020 هي أول من يعزز السلام كمجال دراسي مهم للنهوض بالبلد.

يقول الأستاذ عارف صالح، تدريسي في كلية الحقوق - جامعة الأنبار: "إن هذا المنهج ذو بصمة عراقية يعكس الهوية العراقية، مستوحى من واقع المجتمع العراقي ويعكس حقيقته؛ لم يتم جلبه من الخارج أو نسخه من أي مكان آخر."

إن العيش معاً في سلام يعني قبول الاختلافات، مع اختيار الاستماع إلى الآخرين، والتعرف عليهم واحترام وجهات نظرهم، من أجل العيش معاً في مجتمع يضم الجميع. شارك هؤلاء الطلاب من جامعة بغداد رسائل السلام الخاصة بهم للاحتفال باليوم العالمي للعيش معاً في سلام.

 

"كن التغيير الذي تريد ان تراه في العالم"

 

تطمح سارة أن تكون عاملة ميدانية بعد التخرج. وتأمل أن تساهم في بحث حول السلام والصراع في العراق.

 

"إبحث عن سوء الفهم"


يسعى الجليل لفهم أسباب الصراع والتوتر في المجتمعات المختلفة بشكل أفضل. "أريد بناء  "جسر" يساعدنا جميعاً على إعادة التواصل فيما بيننا"

 

"نحن نعيش مرة واحدة! لنعش بفرح"

 

دعاء هي ضابطة شرطة. "أريد الاستمرار في خدمة مجتمعي وتطبيق القانون. لكنني آمل أن باكتسابي معرفة جديدة عن كيفية التعامل مع الأفكار المختلفة للسلام والصراع، سأكون مستعدة بشكل أفضل لمنع حدوث مشاكل كالعنف الأسري."

 

 

"اسعى إلى ما تريده بجد.

لا شيء مستحيل"

 

تعمل فاتن مهندسة في وزارة المياه وهي ناشطة مدنية تناضل من أجل حقوق الأطفال. "أود أن أتعلم كيفية ترسيخ السلام في عقول البشر منذ طفولتهم المبكرة، خاصة بالنظر إلى تاريخ العراق وحروبه الخارجية والداخلية. نحن بحاجة إلى تربية جيل يؤمن بالسلام في وطنه، والعالم أجمع، إن أمكن تحقيق ذلك."

 

"السلام لا يأتي الا من خلال النعم"

 

"ما جذبني لدراسة السلام والصراع هو أن الهدف إنساني بحت. إنها دراسة تهدف إلى تحويل الصراع السلبي إلى إيجابي - وهو ما نحتاجه في العراق. "أريد استكشاف بناء السلام كباحث مؤهل. هذا العمل مهم لتصميم أنشطة التماسك الاجتماعي الفعالة التي من شأنها أن تسهم في تحقيق السلام وديمومته."

 

"عش بالحب"

 

 رواء محامية. تقول  "بناءً على المهارات التي تعلمتها في كلية القانون - فيما يتعلق بالوساطة وحل النزاعات، أريد أن يجعلني هذا الفهم الجديد للسلام والصراع محاميةً أفضل. وبذلك يمكنني أن أقدم عملاً أفضل للأشخاص الذين أخدمهم."

 

"أن تملك شيئاً او ان تكون"

 

تأمل إسراء أن تعمل في مجال التنمية. "من خلال تجسيد السلام، آمل أن أشارك الرسائل الإيجابية على نطاق أوسع. إذا كان لديك شيء، يمكنك التخلي عنه مرة واحدة. ولكن، إذا جسدت شيئاً ما، فيمكنك إعطائه مراراً وتكراراً."

 

 " انا أتقبل الآخر"

 

تعمل هدى كمحامية الآن. "أريد أن أصبح مدربة وأعلم الشباب اليافعين بناء السلام وقيم التنوع والاندماج في النسيج الاجتماعي الحديث."

 

"صنع الحياة"

 

يريد حيدر أن يكون باحثاً. أريد أن أساعد في تحديد ومعالجة الأسباب الرئيسية للصراع المجتمعي في العراق. أريد المساعدة في تحسين حياة العراقيين وتحقيق سلام دائم."

 

"ابتسم متى استطعت"

 

  تقول رغدة: "وجدت أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الفن والتصميم وبناء السلام، لذا فإن هذه الدراسة تجمع بين شغفي وطموحي لمساعدة الآخرين وإيجاد حلول إبداعية". "أريد أن يرى الناس كيف قد يبدو العراق في سلام."

 

"نزرع سلام.. نحصد وطن"

 

ترى نبأ أن الإمكانات الموجودة لدى الشباب يمكن ان تصنع التغيير. "أريد أن أصبح باحثةً وأعلم الآخرين كيفية نشر رسائل السلام - كالنباتات التي تنمو وتزهر."

 

 

كلمة [سلام] باللغة السومرية

 

"يعد بناء السلام في العراق من المجالات الدراسية الجديدة". تقول ميان "يعتقد الكثيرون ان معيار النجاح يعتمد على مهن الطب والهندسة فقط – اما انا فليس لدي هذا الاعتقاد. ففي دراسة بناء السلام، أنا  أتحدى المجتمع - وأفكارهم وآرائهم التقليدية." وتضيف: "أنا ناشطة اريد أن تصل رسائلي للسلام لمسامع الناس وأن أؤثر بشكل إيجابي على المجتمع. لذا، يجب أن اتعلم أولاً أفضل طريقة للتواصل."

 

 

حول تعليم السلام في العراق

تم تطوير المنهاج الدراسي بين عامي 2017-2019، بالتعاون ما بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق وجمعية الأمل العراقية
وجامعة انسبروك واتحاد الجامعات العراقية لدراسات السلام، وبتمويل سخي من وزارة التعاون الاقتصادي الالمانية عبر بنك التنمية الألماني وحكومة اليابان.