الاحتفاء بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في العراق

تطوير مهارات اصحاب الاعمال وقادة المجتمع

27 يونيو 2020

في العراق، البلد المشهور بإنتاجه النفطي، فإن المشاريع الصغيرة والمتوسطة هي التي تجلب الحياة إلى المدن. رغم كونه ذو الدور الأصغر في الاعمال التجارية (باستثناء النفط)، إلا ان القطاع الخاص يمثل ما يقارب 60 بالمائة من قطاع التوظيف، حيث تعمل المشاريع الصغيرة والمتوسطة على نطاق واسع، موفرةً بذلك فرص عمل كثيرة للشباب.

في مدينتي البصرة والقرنة الواقعتان في أكبر مناطق إنتاج النفط في البلاد، ارتفع معدل البطالة في هاتين المدينتين إلى 30٪ في السنوات الأخيرة. يُعزى ذلك لحد كبير إلى عدم وجود فرص عمل حكومية وعدم توافق المهارات بين الأعداد المتزايدة من الشباب، لذا فأن الاستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطة يجلب الأمل ويخلق فرصاً جديدة لتحقيق التنمية الاقتصادية.

وقد دعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالشراكة مع المجلس النرويجي للاجئين منذ منتصف عام 2019، 319 مشروعاً جديداً من المشاريع الصغيرة والمتوسطة في أنحاء مدينتي البصرة والقرنة، من خلال تدريب القائمين عليها على تطوير أعمالهم التجارية وإمدادهم بالمنح النقدية. وقد ركزت التدريبات على تنمية المهارات التي من شأنها ان تنعكس على نمو المشاريع، كالمحاسبة وإدارة الشؤون المالية، والتسويق والموارد البشرية وإدارة الموظفين، بالإضافة إلى المهارات الشخصية كالتواصل والقيادة ومهارات التفاوض وصنع القرار وحل المشكلات.

يقول لبيب، البالغ من العمر57 عاماً، أب لخمسة اطفال وصاحب متجر بيع الكرز والمكسرات في مدينة البصرة: "تعلمت اهمية القيادة الجيدة". مضيفاً "تعلمت كذلك افضل طريقة للتعامل مع الزبائن وكيف اكون جزءاً من الفريق." بعد الانتهاء من تدريب لبيب وتلقيه المنحة النقدية، تمكن من توظيف عامل آخر لإدارة المخزون والتعامل مع الزبائن. مما أدى الى ارتفاع نسبة أرباحه بمقدار 15% بالمائة.

لبيب يزن المكسرات لأحد زبائنه في متجره الصغير في البصرة

وكمعظم المدن الأخرى حول العالم، فإن التأثير الاجتماعي والاقتصادي لجائحة كورونا كان واضحاً أيضاً في البصرة والقرنة. رغم اتخاذ الشركات جميع الاحتياطات لمنع انتشار الفيروس، وضمان سلامة كل من الموظفين والعملاء عبر ارتداء معدات الوقاية الشخصية والالتزام بحظر التجول الذي فرضته السلطات، مع العمل وفق ساعات زمنية محددة. من خلال هذا التضامن، لم يتمكن أصحاب الأعمال والعاملين لديهم من الاستمرار في كسب رزقهم فحسب، بل أظهروا كونهم قدوة للمجتمع.

يقول هشام البالغ من العمر40 عاماً وهو اب لطفلين ومالك ملعب كرة قدم خماسي في ابو الخصيب: "بصفتي مديراً لمشروع صغير، يتوجب علي أن أنجح وأستمر في عملي – لذلك قمت بوضع لمواصلة العمل، ولكي أتمكن من خدمة مجتمعي." 

هشام يتأهب ليوم حافل للعب كرة القدم في ملعبه الخماسي

بالنسبة لكوثر وجنان، كلتاهما أمهات لخمس اطفال وصاحبات مراكز تجميل ناجحة في البصرة والقرنة، فإن الحفاظ على النظافة والرعاية المتواصلة تأخذ حيزاً كبيراً من عملهما اليومي. تقول كوثر: "بعد تلقي المنحة، تمكنت من توظيف ثلاثة أشخاص جدد وجنيت ارباحاً بنسبة 40 بالمائة – نتيجة وضعي لخطة عمل جيدة، كذلك لأنني أحرض على أخذ الاحتياطات اللازمة للحفاظ على سلامتي والآخرين."

ترتدي جنان معدات الوقاية الشخصية اثناء خدمة زبائنها.

كوثر وهي ترتب وتنظف أدواتها قبل استقبال زبونة أخرى.

لا تزال المشاريع الصغيرة والمتوسطة تواجه تحديات تعيق نموها خلال فترة تفشي فيروس كورونا، مما يحد من قدرتها على توظيف موظفين إضافيين، لكن اذا ما توفر الدعم الذي تحتاجه هذه المشاريع، فهل يمكن أن تكون هي الطريق نحو تحقيق النمو الاقتصادي في العراق؟

سبل العيش المستدامة عبر تطوير الأعمال الصغيرة وخلق فرص العمل في البصرة

بالتعاون مع مجلس اللاجئين النرويجي في الشرق الأوسط، وبدعم سخي من حكومة اليابان، دعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 319 مشروعاً صغيراً ومتوسطاً من خلال التدريب والمنح النقدية وتوظيف 125 فرداً في وظائف عبر شراكات القطاع الخاص، منذ منتصف عام 2019.