اختبار إمكانات الطاقة الشمسية في العراق

أنظمة الطاقة الشمسية في النجف تظهر الفوائد المحتملة لاستخدام الطاقة المتجددة في العراق

24 يونيو 2020

فني الطاقة الشمسية لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، محمد، يلتقي مع إحدى المستفيدات من مشروع الطاقة الشمسية ضمن مرفق البيئة العالمي في النجف.

تتميز النجف، مدينة العراق المقدسة، بصيفها الطويل والحار وسمائها الصافية، مما يجعلها مكاناً مثالياً لتحقيق الاستفادة من الطاقة الشمسية في العراق. لذا تم اختيارها عام 2016 كواحدة من ثلاث مواقع لتجربة أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية على أسطح المنازل، ولاختبار إمكانية استخدام هذه الانظمة في جميع انحاء البلاد.

يهيمن الوقود الأحفوري على الطاقة المستهلكة في العراق بنسبة 96٪. وهذا لا يسبب خسارة في موارد البلد فحسب، بل له عواقب حقيقية وشديدة للغاية على البيئة. ففي الوقت الذي تكافح فيه البنى التحتية العامة للتكيف مع عدد السكان المتزايد، فإن الاعتماد على مولدات الديزل قد خلق واقعاً ضبابياً، حيث ترتبط مستويات تلوث الهواء في العراق بالتبعات الصحية على السكان.

في عام 2016، وبدعم من صندوق البيئة العالمي، تم اختيار ست أسر لنصب أنظمة الطاقة الشمسية على سطوح منازلهم كجزء من برنامج تجريبي لرفع مستوى الوعي وتسليط الضوء على الفوائد المحتملة لاستخدام الطاقة الشمسية. منذ ذلك الحين، تمكنت بعض هذه الأسر من توفير تكاليف استخدام الطاقة الكهربائية، وهم جميعاً متحمسون الآن لاستخدام الطاقة الشمسية في بلدهم.

فني الطاقة الشمسية لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، محمد، يلتقي بإحسان، الحاصل على منظومة الطاقة الشمسية الكهروضوئية على سطح منزله.

يقول إحسان، البالغ من العمر 49 عاماً ، وهو أب لأربعة أطفال وأحد المستفيدين من منظومة الطاقة الشمسية في النجف:  "كنت أعرف أن استخدام الطاقة الشمسية سيعود إيجاباً على البيئة، وفي بلد مثل العراق، هناك حاجة ملحة لاستخدام هذه الطاقة." ويضيف: "لكنني فوجئت من جوانب عديدة، إذ لم أكن أعلم أن توليد الطاقة النظيفة سيمكنني من المساهمة في مجتمعي." مشيراً إلى أن الطاقة الاضافية التي تجهزها الألواح يتم ضخها مرة أخرى الى شبكة الكهرباء الحكومية.

أما قصي، جار إحسان، البالغ من العمر 45 عاماً وهو أب لاربعة أطفال ايضاً فقد ربط فائدة استخدام الطاقة الشمسية بالجانب الصديق للبيئة، يقول:"إن التكاليف المالية لاستخدام مولدات الديزل باهظة الثمن والتي تسبب الضوضاء والدخان الضار للبيئة يجعل استخدام الطاقة الشمسية أفضل بكثير." ويضيف: "الطاقة الشمسية مفيدة جداً!"

كمعدل تقديري، تمكنت الأسر الستة من توفير 2300 دولار على مدى السنوات الأربع الماضية، اضافة الى تقليل انبعاث 58,000 كجم من ثاني أكسيد الكربون الى الغلاف الجوي – وهو ما يعادل استهلاك أكثر من 7000 جالون من الديزل.

ولتحقيق الاستدامة في استخدام الطاقة الشمسية، فإن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومرفق البيئة العالمي يدركان أن العراق بحاجة إلى موظفين مدربين وذوي خبرة لصيانة وإصلاح أنظمة الطاقة الشمسية.

فريدة، رئيسة منظمة أمل الحياة للثقافة والمعلومات في محافظة النجف، كانت إحدى النساء الخمسة عشر اللاتي تم تدريبهن على تشغيل وصيانة أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية، حيث جرى تدريب المرشحين من 25 منظمة مجتمع مدني في المحافظة، لدعم تجربة استخدام هذه الأنظمة خلال السنوات الأربع الماضية، ولتشجيع الآخرين على استخدام الطاقة النظيفة في النجف.

تقول فريدة: "قبل تلقينا التدريب، سمعنا عن استخدام الطاقة الشمسية، لكننا لم نكن نعرف كيفية الاستفادة منها في العراق، وخصوصاً في محافظة النجف." واضافت: "الطاقة الشمسية هي استثمار للمواطنين. إذا تم استهلاكها بحكمة، فهي لن تنفع مستخدميها فحسب، بل سينعكس تأثيرها على المجتمع بأكمله."

تحفيز استخدام الطاقة الشمسية الكهروضوئية في العراق

بفضل الدعم المالي من صندوق البيئة العالمي، تمكن هذا المشروع من نصب وحدات الطاقة الشمسية الكهروضوئية في حي البيتي في محافظة النجف ومصنع المنصور ومحطة اختبار الطاقة الشمسية في وزارة العلوم والتكنولوجيا في العاصمة بغداد. بالإضافة إلى ذلك، تم وضع مسودة قانون لبيع الطاقة من قبل منتجي الطاقة المستقلين، مما سيسمح ببيع الطاقة الزائدة من أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية إلى شبكات الكهرباء الحكومية، الامر الذي سيعود بالنفع المالي على منتجي الطاقة الشمسية الذين تم تمكينهم من انتاجها.

يذكر أن 15 مسؤولاً حكومياً و 50 شركة من القطاع الخاص قد تلقوا تدريبات منذ عام 2016 حول المكاسب الاقتصادية والبيئية المحتملة للعراق، إذا ما تم اعتماد الطاقة الشمسية في البلاد.