الشباب العراقيون يعززون جهودهم: قادة المستقبل يساعدون المحتاجين

27 أغسطس 2020

طفل يتلقى كمامة من مجموعة شباب الأنبار التابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق.

شاهد العراقيون، منذ بداية جائحة كورونا، الشباب العراقي وهم يهبون لمساعدة المحتاجين في جميع أنحاء العراق. ولأن العراق من البلدان التي تضم أعلى نسبة من الشباب في العالم، فإن هذا الدعم يعتبر أمراً حيوياً للفئات الضعيفة من السكان في هذا الوقت الحرج.

وقد تلقى سكان محافظات الأنبار وديالى ونينوى، في شهري تموز (يوليو) وآب (أغسطس)، لوازم ضرورية مختلفة منها الماء والملابس ومستلزمات التنظيف والكمامات في إطار سلسلة مبادرات رعتها مجموعات شباب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق بدعم من حكومة الدنمارك وبالشراكة مع منظمة "وصل تصل" غير الحكومية.

وضمن إحدى المبادرات، قدم شباب الأنبار بين 29 تموز (يوليو) و2 آب (أغسطس) لنحو 100أسرة في الرطبة 20 لتراً من مياه الشرب، التي يصعب الحصول عليها في القضاء الواقع غربي المحافظة، إذ يعتمد سكان المدينة على مياه الآبار فقط التي لا تصلح للشرب.

يقول محمود، عضو إحدى المجموعات الشبابية: "انتابتنا جميعاً مشاعر متناقضة. شعرت أنا بالحزن لافتقار الحي والمدينة عموماً لمياه الشرب، وهي حاجة أساسية بسيطة. وسعدت من ناحية أخرى لقيامنا بما يلزم لمساعدة هذه الأسر. أردت أن أكون جزءاً من هذه المبادرة لمساعدة المجتمع الذي أنتمي إليه وأسلط الضوء على هذه المدينة واحتياجاتها".

تعيش الأسر التي تتلقى مساعدات المبادرة الشبابية تحت خط الفقر في إحدى أفقر مناطق الرطبة. يقول محمود: "قابلنا امرأة قالت لنا والدموع في عينيها إن طفلها البالغ من العمر ثمانية أشهر سيحصل أخيراً هذا الأسبوع على حليب أعد بماء صالح للشرب".

وفي مبادرة أخرى نفذت في تموز (يوليو)، تم شراء ملابس وتقديمها لأطفال محتاجين في الصقلاوية، وهي إحدى مدن الأنبار التي فقدت الكثير من سكانها إثر سنوات الصراع الطويلة. ويعاني كثير من أسرها الحرمان من الدخل مما يعني أن تكون الاحتفالات المهمة كالعيد محدودة وتفتقد إلى الاحتياجات الأساسية، بما في ذلك هدايا الأطفال. وقد حصل نحو 100 أسرة على ملابس قدمتها المبادرة.

وتروي ياسمين، عضوة إحدى المجموعات الشبابية، دخولها منزلاً تعزل فيه أم وأولادها الأربعة أنفسهم لحمايتهم من فيروس كورونا. انفجرت الأم باكية وقالت إنها أصيبت بالأرق طيلة أسبوع لتفكيرها المستمر في طريقة تمكنها من جعل العيد مميزاً لأطفالها. وقالت إنها غير قادرة على التعبير عن مدى امتنانها لنا".

وفي شهر آب (أغسطس)، شهدت المبادرات في ديالى توزيع 500 رزمة مواد نظافة من 17 إلى 19 آب (أغسطس) في كاتون، والخان، والكرنبات. وفي نينوى وزعت 300 رزمة في 18 آب (أغسطس) في الشفاء وتم تعقيم الأماكن العامة.

مستلزمات تنظيف تضم معقمات لليد وقفازات وكمامات وإرشادات عن فيروس كورونا.

في الأنبار، تم توزيع 1000 كمامة للوجه خلال الفترة 16 إلى 20 آب (أغسطس) في القائم والرمادي وحديثة والعامرية.

بائع متجول يتلقى كمامة من مجموعة شباب الأنبار التابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق.

يقول عبد الرحمن (22 عاماً)، وهو بائع متجول يبيع الشاي والقهوة في الرمادي: "أوقف وباء كورونا واعلان حظر التجوال عملي. والآن بعد رفع الحظر، يمكنني العودة إلى العمل وتأمين رزق أسرتي. أتمنى أن يضع الجميع الكمامات لحماية أنفسهم وأسرهم لنتمكن من مواصلة العمل".

امرأة تتلقى إرشادات عن وباء كورونا ومستلزمات التنظيف من مجموعة شباب ديالى التابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

لقد تم وضع خطط لمزيد من مبادرات المجموعات الشبابية، وسيواصل الشباب العراقي إظهار تفانيهم وأملهم وتعاطفهم. فهم المستقبل، ونتيجة لجهودهم أثناء تفشي وباء كورونا، سيكون المستقبل مشرقاً.