محاربة جائحة كورونا وعدم المساواة بين الجنسين: قصة ولاء

4 أكتوبر 2020

نظراً لأهمية دور المرأة في جهود الاستجابة لجائحة كورونا، فإن إشراك النساء في مناصب صنع القرار يعتبر أمراً بالغ الأهمية. وفي هذا الصدد، شجع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي النساء في العراق على الاضطلاع بدور ريادي في التصدي لهذا الوباء. في الواقع تقود بعض النساء اللجان الصحية في المنشآت الصحية المحلية، ويدعمن مجتمعاتهن المحلية وينشرن الأمل في هذه الأوقات الصعبة.

تم تعيين مهندسة التقنيات الطبية ولاء البالغة من العمر 29 عاماً مؤخراً رئيسةً للجنة المسؤولة عن الإشراف على تسليم وتركيب المعدات الطبية من أجل دعم استجابة حكومة العراق لـجائحة كورونا في محافظة الأنبار. ولاء شابة متفانية في عملها  قبلت التحدي اذ أنها  تذهب يومياً الى مكان عملها في مدينة الرمادي من منزلها الكائن في الفلوجة الذي يعد بعيداً نسبياً بالنسبة لها.

متى بدأت العمل في مديرية صحة الأنبار؟ ما هي مسؤولياتك؟

لقد بدأت العمل في مديرية صحة الأنبار بداية عام 2017. في ذلك الوقت لم يكن تخصصي في المديرية. لكن نظراً لأهمية العمل في إدارة المعدات الطبية دافعت عن هذا الدور وقمت بإدارته بنجاح. تشمل مسؤولياتي الرئيسية إدارة المعدات الطبية وإصلاح المعدات التالفة. كما أنني أتابع أي نقص قد يحصل في المعدات الطبية في مديرية صحة الأنبار، وأساعد في توزيعها على المستشفيات الأخرى في المنطقة، على سبيل المثال. مستشفى الرمادي ومستشفى الفلوجة.

 هل أنت عضوة في أي لجنة في مديرية الصحة؟ هل تساهمين بأكثر من تخصصك الفني؟

أنا بالفعل منخرطة في عدد من اللجان. أولاً، أنا أترأس اللجنة المختصة بالإشراف على المعدات الطبية لدعم جهود الاستجابة لجائحة فيروس كورونا في الأنبار. أقوم بالتنسيق والتواصل بين مديرية صحة الأنبار ووزارة الصحة والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة. أشرف على الإعداد الفني وتسلم المعدات الطبية وفق المعايير والبروتوكولات المعمول بها. على سبيل المثال، أنا أعمل الآن على مساهمة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي القيمة المتمثلة في تقديم 20 جهاز تنفس للمرفق الصحي، والتي سيتم استلامها قريباً. اضافة الى ذلك فأنا عضوة في لجنة إدارة جناح العزل في  محافظة الأنبار والذي يوظف حالياً كمستشفى عزل رئيسي لحالات فيروس كورونا المؤكدة في المنطقة. أقدم الخبرة الفنية، وأقوم أيضاً بسد فراغ الزملاء عند الحاجة مع تغطية الجوانب الإدارية واللوجستية ذات الصلة.

ما هو شكل العمل الصحي في العراق وسط جائحة فيروس كورونا؟ هل شهدت زيادة في عدد المسؤوليات الملقاة على عاتقك؟

خلال فترة ظهور جائحة فيروس كورونا زادت معاناتي اليومية للوصول إلى العمل، حيث يستغرق التنقل من وإلى العمل وقتاً أطول بكثير بسبب نقص وسائل النقل. في حين أن معظم المهندسين لا يعملون بكامل طاقتهم، فقد اخترت العمل بدوام كامل خلال هذه الأوقات العصيبة، مما يعني أنني أفعل كل شيء. أقوم بسد الفجوات التي تحصل في العمل وأحضر الاجتماعات في الوزارة و أتحمل مسؤولياتي المعتادة.

بصفتك امرأة تعمل في مجال الرعاية الصحية، ما أهمية المشاركة في مثل هذه اللجان بالنسبة لك؟

أعتقد أنه من المهم جدا أن أكون جزءاً من هذه اللجنة، في الوقت الذي لا يوجد سوى عدد قليل جداً من النساء في أماكن العمل في العراق أن أولئك اللاتي لديهن خبرتي غير موجودات تقريباً. من الصعب على المرأة الحصول على موافقة أسرتها وأقاربها والمجتمع بشكل عام للعمل كمهندسة. على سبيل المثال، حثتني بعض صديقاتي المقربات على طلب نقل مكان عملي إلى مستشفى الفلوجة لأكون قريبة من عائلتي على حساب منصبي الحالي من أجل وظيفة بدرجة أقل. أنا لا أقوم بتقويض أي فرصة عمل ولكن دراسة هندسة التقنيات الطبية كانت شغفي وأريد العمل في تخصصي. أحب عملي والمسافة التي يجب أن أقطعها لا تهمني طالما أنني أحقق أهدافي. أود أن أؤكد أن العديد من النساء العراقيات للأسف في الوقت الحاضر يواصلن اختيار الخيار الأسهل، والخضوع للضغوط الأسرية والمجتمعية.

هل تعتقدين أن إشراك النساء في مثل هذه المناصب في العراق مهم؟ كيف يمكن تعزيز ذلك باعتقادك؟ 

نعم، لأنهن يستطعن إبراز دورهن الحقيقي واضافة مساهمة قيمة للمؤسسات. لا ينبغي تهميشهن. ان تحمل هذه المسؤولية أمر مخيف، لكنني آمل أن تتولى المزيد من النساء العراقيات القيادة وأن لا يخشين ارتكاب الأخطاء. أنا أؤمن بشدة بالسعي لتحقيق التميز في عملي. من واجبي الإنساني أن أفعل ذلك سواء كنت امرأة أو رجلاً. أعتقد أن تنظيم دورات تدريبية تستهدف النساء خاصة في المناطق العراقية المحافظة مثل الأنبار لتعزيز ثقتهن بأنفسهن يمكن أن يساعد في تشجيع المزيد من النساء على الصمود و التحمس للعمل.

ما الذي تأملينه لدور المرأة المستقبلي في العراق؟

آمل أن تعمل جميع النساء والمهندسات على وجه الخصوص في مجالات تخصصهن ويقبلن التحديات لرئاسة لجنة أو قيادة فرق في الميدان. أنا شخصياً ما زلت أشجع واحدة من أفضل صديقاتي التي تخرجت معي كمهندسة، أحثها على التحلي بالشجاعة والتقدم للعمل في المجال الهندسي بدلاً من قبول وظيفة أقل  من مؤهلاتها. آمل أن تتخذ جميع النساء العراقيات خطوة نحو تحقيق أحلامهن ولو كانت صعبة والخروج من فكرة القبول بالخيارات المريحة.

 حول استجابة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق لجائحة فيروس كورونا

منذ شهر آذار 2020، عمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي جنباً إلى جنب مع حكومة العراق والمجتمع الدولي لمكافحة فيروس كورونا في العراق. وتشمل الإجراءات التي تبناها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق في إطار حزمة الاستجابة لفيروس كورونا زيادة قدرة المختبرات على إجراء الفحوصات، وتوفير معدات الحماية الشخصية للعاملين في الرعاية الصحية، وإنشاء ردهات عزل، وإجراء تقييمات لوضع استراتيجيات التعافي لما بعد جائحة كورونا. مع التركيز على المجتمعات الأكثر ضعفاً في العراق. يتم تنفيذ الأنشطة في 15 محافظة عراقية.