سارة ذانون: "لا أنوي الاستسلام"

30 نوفمبر 2020

ساعد مشروع "توفير الوظائف في إقليم كردستان العراق" سارة ذانون، وهي نازحة عراقية تعيش في السليمانية، في إمكان الحصول على فرصة عمل وتحسين ظروفها المعيشية. تصوير: مؤسسة روانكة\2020

ولدت وترعرعت في الموصل، في محافظة نينوى شمالي العراق، وتخرجت من معهد الفنون الجميلة عام ٢٠١١. لكن جراء الحرب على "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام"، انتقلت وعائلتي إلى السليمانية في ٢٠١٦، مثلما فعل معظم المصلاويين الذين اضطروا إلى الفرار من مناطقهم.

لدي وزوجي ابناً عمره ١٢ عاماً وابنة تبلغ من العمر ٩ أعوام. نعيش في منزل بالإيجار. خلافاً للرجال، لدى النساء مسؤوليات أكثر. كثير منا يعملن خلال النهار، ويدبّرن شؤون المنزل، ويقدّمن الرعاية إلى الأسرة في الوقت نفسه.

كنت عاطلة عن العمل لسنوات عدة بعد تخرّجي، لكني واصلت مساعي التقديم على فرص عمل. لحسن الحظ، تلقيت اتصالاً في ١ آذار (مارس) ٢٠٢٠ من مطعم "بيتزا بلس للوجبات السريعة". سررت جداً لقبول طلبي. حالياً، أعمل في المطعم كموظفة استقبال، واتقاضى أجراً شهرياً ثابتاً.

لم يكن لدينا في السابق مصدر دخل ثابتاً، لذلك كانت شقيقتي تساعدنا مالياً. لكن مع حصولي على هذه الوظيفة، بات في مقدورنا تحمّل نفقات المنزل ومدرسة الأطفال.

من جهة أخرى، أنا السيدة الوحيدة ضمن موظفي المطعم، إنه من الصعب على المرأة في مجتمعنا أن تعمل في وظيفة كهذه. رغم ذلك، لا أنوي الاستسلام، بل أعتزم العمل على تغيير المفاهيم.

مررت بتحديات عدة في حياتي. لوقت طويل، شعرت باليأس وخيبة الأمل من كل شيء. كان بإمكاني الهروب من الواقع بسهولة، لكن عوض ذلك قرّرت التأقلم ومواجهة العقبات كلها. آمنت أنّ هذا سيجعلني أقوى مهما أصبحت الظروف أصعب. وإني سأحافظ على إيجابيتي لكي أتمكن من البقاء على قيد الحياة.

على أيّ حال، تعلمنا الحياة أنّه لا يمكننا تحقيق مرادنا بسهولة ومن دون كفاح. فالأوقات الصعبة هذ التي تعلمنا الدروس الكبرى عن الحياة. ولهذا أنا أشعر بالامتنان.

***

النص أعلاه هو شهادة النازحة العراقية سارة ذانون، التي كانت ضمن أحد عشر شاباً عاطلاً عن العمل تمكن مطعم "بيتزا بلس للوجبات السريعة" من توظيفهم بعد تلقي منحة من مشروع "توفير الوظائف في إقليم كردستان العراق". يموّل الاتحاد الأوروبي المشروع عبر الصندوق الاستئماني الإقليمي الأوروبي للاستجابة للأزمة السورية، "صندوق مدد"، في إطار برنامج "إلى الأمام"، وينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع محافظة أربيل ومؤسسة روانكة.

أطلق مشروع "توفير الوظائف في إقليم كردستان العراق" أواخر 2019. ودعم 56 شركة لتوظيف 685 شخصاً (لمدة ٦-٨ أشهر) في إقليم كردستان العراق. من بين الموظفين 100 لاجئ سوري و 488 من المجتمعات المضيفة و97 من النازحين، وبينهم كذلك 227 امرأة.

لمزيد من المعلومات، زوروا موقع مشروع "توفير الوظائف في إقليم كردستان العراق":  https://www.headwayjobs.com، ونزّلوا الوثيقة التعريفية لبرنامج "إلى الأمام": https://bit.ly/2J4h8Ta.