جهود معلمي ألقوش نحو خلق بيئة صحية للتعلم

14 أبريل 2021

يشارك المعلمون الذين يعملون في رياض الأطفال في ألقوش ملاحظاتهم وخبراتهم حول ما الذي يجب توفيره لخلق بيئة صحية للأطفال.

ريم ، نصال ، إبيتسام وسيلفيا يعملن معاً في روضة ألقوش. الصورة: مريناليني سانتانام / برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق.

تقع روضة الأطفال في ألقوش على طول تل شديد الانحدار بين الجبال الخلابة في شمال العراق. وبمجرد قيامك بزيارة المدرسة في صباح يوم مشمس فسوف ترى المناظر الخلابة للجبال والسماء الزرقاء الواسعة من الفناء الخلفي للروضة. لم يمض وقت طويل على تعرض المدرسة لأضرار جراء هجوم صاروخي أثناء غزو داعش في عام 2014. على الرغم من أن داعش اقترب من غزو القوش، إلا أنهم فشلوا في السيطرة على المنطقة.

نصال يوسف باهو، 58 عاماً، تجلس في الملعب الخلفي لروضة ألقوش. الصورة: مريناليني سانتانام / برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق.

تسبب الضرر في تعطيل الفصول الدراسية، وأدى الى خلق حالة من الحيرة والترقب للطلاب والمعلمين على حد سواء. كما تشرح نصال يوسف البالغة من العمر 58 عاماً، وهي أحدى معلمات المدرسة، "أعامل طلابي كما لو كانوا أطفالي. وخلال سيطرة داعش، كنا قلقين بشأن سلامتهم. ان تعرض الأطفال لهذا الوضع العنيف والمتقلب في مثل هذه السن المبكرة يمكن أن يكون مؤلماً للغاية بالنسبة لهم ". انتقلت نصال للعيش في دهوك مع أطفالها أثناء الحرب. "غادرنا المدينة وانتقلنا إلى دهوك بحثاً عن بيئة أكثر أمناً واستقراراً لاسرتي". 

إبتسام يوسف، 57 عاماً، معلمة في روضة أطفال القوش، تقف مبتسمة في المبنى الذي أعيد تأهيله حديثاً. الصورة: مريناليني سانتانام / برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق.

عند عودتهم إلى ألقوش في عام 2017 ، وجدت نصال والمعلمون الآخرون فصولاً دراسية متضررة، مع انعدام الكهرباء والمياه. قرروا العمل معاً لإنشاء مدرسة مؤقتة داخل مركز الشباب المحلي. لم يعد المعلمون الى منازلهم فحسب، بل عادوا أيضاً إلى مكان مألوف لهم لأنهم كانوا يعرفون بعضهم البعض أيضاً منذ الطفولة. تضيف ابتسام يوسف، معلمة في روضة الأطفال، تبلغ من العمر 57 عاماً وهي تعمل مع نصال، "لقد عرفنا بعضنا البعض منذ الطفولة. هناك الكثير من الثقة والراحة عندما يتعلق الأمر بالعمل معاً. لذلك، كان الأمر طبيعياً بالنسبة لنا للمتابعة من حيث توقفنا".

سيلفا أندرو حنا البالغة من العمر 40 عاماً تقف خارج المدرسة التي أعيد تأهيلها حديثاً. الصورة: مريناليني سانتانام / برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق.

يؤمن المعلمون في روضة ألقوش بشدة بخلق بيئة رعاية وإيجابية. "لقد عانى الأطفال من الكثير من الصدمات أثناء الحرب. نريد خلق بيئة صحية وآمنة عندما يأتون إلى الروضة. يجب أن يكونوا قادرين على التحدث معنا عن مخاوفهم وهواجسهم وتحدياتهم" ، تقول سيلفا أندرو حنا التي تبلغ من العمر 40 عاماً، وهي أيضاً تعمل مدرسة في الروضة. 

(من اليسار إلى اليمين) تعرف ريم ونصال وإبتسام وسيلفا بعضهن البعض منذ الطفولة. الصورة: مريناليني سانتانام / برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق.

تصف سيلفا وابتسام ونصال كيف انهن سوف يخصصن وقتاً لأنشطة البحث المتعلقة برعاية بالأطفال التي من شأنها تعزيز المصالحة السلمية. كانوا جميعهن يمتلكن الإيمان القوي بالحفاظ على التنوع الديني والعرقي في ألقوش. تقول سيلفا: "نريد طمأنة أطفالنا أن هذا المكان آمن وأن كل شيء سيكون أفضل".

في عام 2020 ، تمت إعادة تأهيل مدرسة رياض الأطفال بدعم من برنامج إعادة الاستقرار للمناطق المحررة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتحقيق الاستقرار. ويعد هذا المشروع وسيلة ترحيب للمجتمع الذي يحاول التعافي من الاوقات الصعبة التي جلبتها الحرب وتفشي فيروس كورونا مؤخراً . تخدم هذه الروضة أكثر من 300 طفل في مرحلة ما قبل المدرسة من 42 قرية وتركز على إعداد الطلاب للالتحاق بنظام التعليم الرسمي.

المدخل الجديد لروضة ألقوش. الصورة: مريناليني سانتانام / برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق.

ونظراً لتدابير السلامة الخاصة بـفيروس كورونا التي اعتمدتها حكومة العراق ، لا تزال رياض الأطفال مغلقة. ولذلك، فإن الأطفال لم يروا البناية الجديدة والمرافق الاخرى التي تم توفيرها.

ممر الصفوف الدراسية في روضة ألقوش. الصورة: مريناليني سانتانام / برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق.

تقول ريم فرح بطرس، البالغة من العمر 37 عاماً وهي تعمل كمديرة للروضة: "اننا كمعلمين فإن مكاننا المفضل في المدرسة هو غرفة المعلمات ومنطقة التجمع. لا يمكننا انتظار رؤية الطلاب وهم يجربون المبنى الجديد جنباً إلى جنب مع الملعب الواقع خلف الروضة". 

ريم، مديرة روضة ألقوش. الصورة: مريناليني سانتانام / برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق.

يقوم المعلمون في ألقوش بعمل رائع في خلق بيئات تعليمية صحية ورعاية للطلاب. ومع ذلك فأنهم يطلبون المزيد من فرص التدريب لخدمة الأطفال بشكل أفضل، وضمان التعليم العادل والشامل للجميع. "في نهاية اليوم، إذا أثرنا بشكل إيجابي على حياة أطفالنا ، فيمكننا القول إننا نجحنا. نحن ندرك أيضاً أن عملية الشفاء تستغرق وقتاً، وسنواصل دفع أنفسنا لتوفيرها لهم،" تختتم ريم عودتها إلى اجتماعها مع المعلمين بهذه المقولة.