سبع سنوات: إعادة بناء سنجار واستعادة الكرامة

بعد سبع سنوات على مذبحة سنجار، نسمع من العائدين ما يعنيه إعادة البناء واستعادة الكرامة.

3 أغسطس 2021

سنجار، كما تظهر من خلال مبنى مركز الرعاية الصحية الأولية في المدينة، والذي أعيد تأهيله من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق، مشروع إعادة الاستقرار للمناطق المحررة، الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

كانت سلسلة جبال سنجاروالبالغ طولها 100 كيلومتر والممتده في شمال العراق، معروفة بثراء تنوعها الثقافي والديني والعرقي. ويطلق على المدينة الرئيسية في المنطقة اسم سنجار أيضاً، حيث كانت المناطق المحيطة بها موطناً لأكثر من 400,000 شخص1. ويشمل ذلك غالبية الأقلية الدينية الايزيدية في العراق.

ومع ذلك، في مثل هذا اليوم، قبل سبع سنوات، شنّ تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) هجوماً مدمراً على سنجار. حيث مارس اعمالاً شنيعه ستظل راسخه الى الأبد في ذاكرة المدينة. حيث تعرض المجتمع الايزيدي للقتل الجماعي والاعتداء الجنسي والاختطاف والتعذيب والتحويل القسري واستعباد الآلاف، وخاصة النساء والفتيات. اعترفت الأمم المتحدة في وقت لاحق بهذه المذبحة على أنها إبادة جماعية ضد الإيزيديين.

الدمار في سنجار بعد الحرب ضد داعش. الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

اليوم عاد أكثر من 118000 شخص إلى ديارهم في سنجار. في الذكرى السابعة للمجزرة، نسمع من أهالي سنجار ماذا يتعني إعادة بناء حياتهم.

داود سليمان البشكاني 41

زعيم ديني مقره تل بنات

"نحن بحاجة إلى إعادة بناء الثقة بين العائدين. وهذا يتطلب منا جميعاً العمل معاً والتأكد من أن جميع الخدمات والبنى التحتية المعاد بناؤها تخدمهم على قدم المساواة".

سميرة، 22

من سكان مدينة سنجار

"واجهت النساء الأيزيديات الكثير من الصدمات. نحتاج إلى مزيد من الدعم للتعافي تماماً من مخلفات الماضي. لم أستطع إكمال تعليمي بسبب الصراع. الآن بعد أن عدت أنا وعائلتي، نبحث عن طرق لتنمية المهارات لكي نستطيع ان نعيل أنفسنا ونوفر الدخل لأسرنا"

رئيس قسم الزراعة شرف نايف رشكو أثناء تدريب المزارعين من سنجار على اسلوب الزراعة المستدامة. الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

شرف نايف رشكو ، 52

رئيس قسم الزراعة

"من بين 900 مزارع في مدينة سنجار، عاد فقط 40 مزارع. لكي نخلق بيئة مستقرة لعودة النازحين، نحتاج في سنجارالى دعمهم لزراعة أراضيهم وتجديد سبل عيشهم." ومضى يقول إن الأيزيديين في سنجار يحتاجون الى الدعم الكامل ليشعروا بالأمان الكافي للعودة بكرامة.

حسن الياس 39

من سكتن منطقة تل بنات

"عندما عدت، عدت إلى منزل وأرض زراعية مدمرة. لقد تطلب الأمر من عائلتي الكثير من الشجاعة للعودة إلى المنزل ومحاولة إعادة بناء حياتنا. العديد من الآخرين غير مستعدين للعودة لأنهم يخشون حدوث نفس الشيء مرة أخرى. بدأت هذا العام في زراعة أرضي. وآمل أن يحفز هذا جيراني على العودة إلى ديارهم ".

قبل وبعد تحويل مبنى بلدية سنجار والذي تم إعادة تأهيله من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

منذ عام 2016، من خلال مشروع إعادة الاستقرار للمناطق المحررة، يدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سكان سنجار وذلك من خلال إعادة تأهيل البنى التحتية والخدمات الأساسية، إلى جانب توفير فرص كسب العيش على المدى القصير والمتوسط. حتى الآن، أعاد البرنامج بناء ثلاث شبكات كهرباء وأربع شبكات مياه ومركزين للشرطة وأربع مراكز رعاية صحية و14 مدرسة و165 منزلاً. بالإضافة إلى ذلك، قدم مشروع إعادة الاستقرار للمناطق المحررة فرص عمل لأكثر من 580 شخصًا في المنطقة، لتجديد الأمل ومساعدتهم على استعادة كرامتهم.

بالنسبة للعائلات التي قررت العودة، جلبت إعادة بناء حياتهم تحديات هائلة. حيث ان الكثير منهم لم يكن لديه سوى القليل لأعاله أنفسهم لان مدخراتهم بدأت تنضب، والمنازل ما زالت مهدمة، وسبل العيش مدمرة. من ناحية أخرى، لا يزال نصف مليون شخص يعتبر نازحاً. لدعم شعب سنجار، وإعادة البناء بشكل مستدام، هناك حاجة إلى دعم مستمر من حكومة العراق والمجتمع الدولي. هذا ضروري لاستعادة البنى التحتية والخدمات وسبل العيش مع إعادة بناء الثقة والأمان أيضًاً.

في هذا اليوم وكل يوم، يقف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي متضامناً ومستذكراً ضحايا مجزرة سنجار. لذلك يجب أن تستمر جهود تحقيق الاستقرار. حيث يواصل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي التزامه بدعم اهل سنجار وجميع المجتمعات في العراق لإعادة بناء حياتهم بكرامة بعد الصراع مع فترة الحرب ضد داعش.