تحسين الحصول على رعاية الأمومة في الرمادي

9 سبتمبر 2021

مستشفى الرمادي التعليمي للنسائية والأطفال المعاد تأهيله بقدم خدماته لأكثر من 400,000 امرأة في الأنبار، ويحسن فرص حصولهن على رعاية أساسية للأمومة

مدخل مستشفى الرمادي التعليمي للنسائية والأطفال. تصوير: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق/حمزة أحمد

كان مستشفى الرمادي التعليمي للنسائية والأطفال من أوائل مستشفيات الأنبار التي استأنفت العمل بعد تحرير المدينة من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2016. وعلى الرغم من تعرضه لأضرار جسيمة أثناء القتال، أعيد افتتاح مرافقه لتساعد في تغطية احتياجات الرعاية الصحية العاجلة للعائدين إلى منازلهم.

الدكتور منعم عفتان عايد مدير المستشفى في مكتبه. تصوير: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق/حمزة أحمد

يقول الدكتور منعم عفتان عايد، مدير المستشفى التعليمي في الرمادي: "كنا من أوائل المستشفيات التي استأنفت تقديم خدماتها لسكان الرمادي بعد رحيل تنظيم الدولة الإسلامية. كان الأمر صعباً نتيجة تضرر معظم أقسام المستشفى أو تدميرها. عملنا بأقصى جهودنا لترميم أقسام صغيرة منه. أذكر أن الموظفين كانوا يعملون ليل نهار لإزالة الأنقاض وغسل الأرضيات وإصلاح بعض المعدات. ولم يكن هذا ممكناً إلا بعملنا فريقاً واحداً".

وجدت الأسر العائدة في تلك الفترة صعوبة في الحصول على خدمات الرعاية الصحية، لأن معظم المراكز الصحية الأولية والمستشفيات تضررت أو دمرت. لذلك، استخدم كادر المستشفى قسماً صغيراً من مرافقه لاستئناف تقديم الخدمات.

تقول الدكتورة تماضر الألوسي، 51 عاماً، أخصائية التوليد وأمراض النساء في المستشفى: "من المصاعب الكبرى التي واجهناها آنذاك المناورة ضمن البنية التحتية المنهارة، ونقص الأدوية ومعدات الجراحة، وعدم وجود أمكنة مخصصة لمن أجريت لهم عمليات جراحية ولرعاية المواليد. عملنا دون كلل أو ملل لاستيعاب وعلاج كل المرضى الذين يدخلون المستشفى. لكن لا تزال تنقصنا المساحة والمرافق".

في أوائل عام 2020، أتم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عملية واسعة النطاق لتأهيل المستشفى، شملت إعادة تأهيل غرف العمليات وأجنحة الولادة وأنظمة الماء والكهرباء وسكن الأطباء. تقدم هذه المنشأة الطبية الحديثة التي تضم 260 سريراً خدمات الأمومة لأكثر من 400,000 امرأة في الأنبار.

الدكتورة تماضر الألوسي تشرف على مريضتها منى ستّار التي خضعت مؤخراً لعملية ولادة قيصرية ناجحة. تصوير: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق/حمزة أحمد

وتضيف الدكتورة تماضر: "لا يشبه المستشفى اليوم ما كان عليه قبل بضع سنوات. لقد حولته إعادة التأهيل من مبنى منهار يفتقر إلى المرافق إلى مستشفى كبير يمتلئ بكافة المعدات والأثاث الذي نحتاجه لتقديم خدمات عالية الجودة للحوامل والمواليد الجدد".

شملت عملية التأهيل أقسام مهمة في المستشفى، كغرف العمليات وتمديدات المياه وأنظمة الكهرباء وأجنحة المرضى وسكن الموظفين. كما قدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي معدات طبية لرعاية الولادات والتحاليل والعمليات الجراحية المعقدة وإجراء الفحوصات. يخدم المستشفى حالياً أكثر من 6000 امرأة شهرياً، منهن 1,200حالة معقدة وأكثر من 600 عملية جراحية تتطلب عناية مركزة بعد العملية.

يكثف الدكتور نبراس ربيع، كبير الأطباء، جهوده لتوفير العلاج للأطفال الخدج في المستشفى. تصوير: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق/حمزة أحمد

يقول كبير الأطباء في المستشفى الدكتور نبراس ربيع، 43 عاماً: "نحن نقدم عملاً أفضل بكثير اليوم. ونقدم خدمات طبية لكل سكان الأنبار. ولمزيد من التقدم، نحتاج إلى إثراء مهاراتنا ومرافقنا كي نواكب الابتكار في الخدمات الصحية".

وباعتباره المستشفى الوحيد من نوعه في الأنبار، فهو يخدم نساء مناطق مثل هيت وحديثة وعانة وراوة والقائم. وهناك أكثر من 1450 موظفاً طبياً وإدارياً مؤهلاً لتقديم رعاية أمومة عالية الجودة.

قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بإعادة تأهيل غرف العمليات وأقسام رعاية الأطفال. تصوير: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق/حمزة أحمد

تقول منى ستّار، 27 عاماً، التي أنجبت طفلها الثالث مؤخراً: "تمت كل ولاداتي بنجاح في هذا المستشفى. عندما عدت بعد رحيل تنظيم الدولة الإسلامية، وجدت أنه من الصعب تخيل أن تعود الحياة إلى طبيعتها، خصوصاً الحصول على مرافق رعاية صحية جيدة. لكن بعد ولادات ثلاث لي أشعر بالفخر بالخدمات والتسهيلات الممتازة التي يقدمها هذا المستشفى".

نفذ عملية إعادة تأهيل مستشفى الرمادي للنسائية والأطفال مشروع إعادة الاستقرار إلى المناطق المحررة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق بتمويل من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية من خلال بنك التنمية الألماني.