التدريب على مهارات العمل يرفع آمال الشباب النازحين والعائدين في العراق

بقلم سندس عباس

28 أكتوبر 2021

لقد تركت سنوات من الصراع وعدم الاستقرار الاقتصادي وانتشار وباء كورونا، اثرها على العراق، البلد الذي يضم أكثر من مليون نازحااً داخلياً نلاحظ حالياً أنه يتعافى ببطء. نرى أن الشباب يغتنمون الفرص ليكونوا عنصراً مساعداً في التغيير، طامحون لمستقبل أكثر إشراقاً. من خلال الجمع بين الشغف والأفكار والإبداع وروح المبادرة، يثبت الشباب العراقي أن لديهم القدرة على تمهيد الطريق للوصول الى مراحل متطورة من النمو الاقتصادي والإصلاح ناهيك عن توفير فرص عمل طويلة الأجل.

يقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق بدعم الشباب العراقي ليمكّنهم من أن يصبحوا قادرين على المنافسة في سوق العمل من خلال تعزيز مبادرات الأعمال المحتملة. خلال شهر تموز (يوليو) 2021، عقد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق دورات تدريبية لمدة خمسة أيام لعشرين شاباً وشابةً من العوائل النازحة أو العائدين، تتراوح أعمارهم بين 18 و 30 عاماً لدعم شبكة الأمم المتحدة للهجرة حول "طرق وأساسيات دخول سوق العمل".

قام برنامج الأمم المتحدة  الأنمائي باستحداث دليل تدريبي من أجل تطوير كفاءة المشاركين للتعرف على اسس مبادئ الأعمال للوصول للريادة وإدارة الأعمال الصغيرة، وتطوير المشاريع وكيفية دخول سوق العمل. وبحسب أعتقادي أن التدريب هو المسار الصحيح لضمان إمكانية تطبيق المهارات والمعرفة المكتسبة حديثاً في السياق المحلي.

بعد مضي ثلاثة أشهر، تابع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مرحلة التقييم لمعرفة مدى نجاح التدريب في مساعدة هؤلاء الشباب والشابات على تأسيس أنفسهم في سوق العمل، وقد أظهرت النتائج أن معظمهم قد استفادوا من التدريب، بما في ذلك مينا ومجد، الذين نجحوا في إنشاء أعمالهم التجارية الصغيرة الخاصة بهم ويصفون تجربتهم بكلماتهم الخاصة:-

مينا محفوظ 21 سنة:

"لقد عدت للتو إلى قريتي بعد أن نزحت عنها لأكثر من ثلاث سنوات. إكتشفت أن لدي شغف كبير بصنع المعجنات والحلويات وأقضي معظم أوقاتي في البحث عن وصفات جديدة. قبل التدريب، لم أكن أعرف أنني أستطيع العمل وكسب دخل لائق من هذه الهواية. كنت أنتظر التخرج من الجامعة متمنية الحصول على وظيفة في مؤسسة حكومية. ساعدني الكتيب التدريبي في فهم السوق وأهمية احتياجات فئة معينة من المجتمع وقمت بتطوير وصفة كعكة مناسبة لمرضى السكري. تعلمت أنه يجب توجيه المنتجات إلى مجموعة معينة من المجتمع من العملاء المحتملين".

"أطمح إلى إنشاء مصنع لصناعة الحلويات في المستقبل"

مجد الراوي 20 سنة:

"قبل مغادرتنا مدينتنا إلى مخيم النازحين، كنت دائماً ألتقط صوراً لكل الأشياء الصغيرة بطريقة جميلة وراودتني فكرة ان أطور هذه الموهبة وأستثمرها، لكنني لم أكن أعرف من أين أبدأ".

"أردت ان أتميز عن المنافسين بشيء ما. بعد حضور ورشة العمل هذه، تعرفت على منهجية التفكير التصميمي، والتي مكنتني من تحديد مجال التصوير الفوتوغرافي الدقيق الذي اصبو اليه. تعلمت من خلال هذه الورشة أنه يجب أن أبحث عن الأشخاص الذين يحتاجون إلى مصور محترف لعرض اعمالهم بشكل جيد."

"اصبح لدي الآن خمسة عملاء دائمين أقدم خدماتي لهم كل أسبوع، بالإضافة إلى تقديم خدمات التصوير لاثني عشر عميلاً مختلفاً منذ نهاية ورشة العمل. وحالياً، أطمح الى توسيع أعمالي وإنشاء شركة إعلان ناجحة".

 

***

مينا ومجد من بين 20 شاباً وشابةً من النازحين و العائدين شاركوا في التدريب الذي يدعمه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق، من أجل إحداث تغيير مستدام في العراق فيما يتعلق بتمكين الشباب والدخول إلى سوق العمل.

 يلعب التدريب على المهارات دوراً مهماً في نقل المهارات والمعرفة الجديدة من جيل إلى آخر، مما يساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية على المدى الطويل.