صمون في المدينة

9 ديسمبر 2018

كان مخبزه المحبوب هو الذي أعاد عبد الكريم إلى مسقط رأسه في غرب العراق ، بعد حوالي أربع سنوات من الفرار من داعش.

مخبز عبد الكريم لا يزيد عن بضعة أمتار مربعة. الرفوف معبأة بمجموعة كبيرة من الخبز والحلويات العراقية ، مصفوفة بشكل جميل.

توضح ابتسامته العريضة شغفه بالخبز. حتى قبل أن نقدم أنفسنا ، قدم لنا عبد الكريم بعض الحلوى, والخبز مباشرة من الفرن.

ويقو “من فضلك ، خذ شيء. اعتبر هذا منزلك ، “

يقع في مدينة تسمى عنة،غرب العراق ، وكان مخبزه أول محل يفتح في سوق البلدية قبل 25 عاما.

كان هنا — في غرب محافظة الأنبار- حيث تسلل تنظيم داعش إلى العراق ، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى قربها من الحدود السورية والتوترات التي تبعت عام 2011. كانت عنة واحدة من أولى المناطق التي استولى عليها المسلحون في حزيران 2014 ، وواحدة من آخر المناطق التي تم تحريرها.

البسكويت العراقي المللون للبيع في المخبز. . عبد الكريم يقدم بقلاوته الشهيرة

في هروبه إلى الأمان ، اضطر عبد الكريم لإغلاق مخبزه ، حاله حال جميع البائعين الآخرين في السوق. هرب إلى بغداد وتوقف عن العمل لأكثر من ثلاث سنوات. على الرغم من حصوله على شهادة في الدراسات الزراعية وخبرة 25 عامًا كخباز ، إلا أنه لم يتمكن من العثور على عمل.

“ماذا يمكنني أن أفعل؟ لم يكن هناك شيء بالنسبة لي.

وقال: “لقد انتظرت لمدة أربع سنوات”. على الرغم من الحزن ، ما زال يبتسم.

سوق بلدية عنة الذي تم تجديده مؤخرًا ، والذي تعرض لأضرار بالغة خلال احتلال داعش

عندما تم تحرير المدينة أخيرًا في كانون الاول 2017 ، كان سعيدًا بالعودة إلى المنزل. لا يمكن للكلمات وصف شعوري عندما عدت إلى مخبزي. كنت سعيدا جدا — هذا المكان يجلب لي الكثير من الفرح.

واليوم ، عاد 80٪ من النازحين إلى عنة ، ومع استعادة البنية التحتية والخدمات الأساسية كل يوم ، بالإضافة إلى تحسن الوضع الأمني ، يتوقع أن يعود المزيد من الناس إلى ديارهم.

يبيع عبد الكريم الخبز مع أحد موظفيه في مخبزه

بالنسبة لعبد الكريم ، يختلف العمل قليلاً الآن. كانت بقلاوته هي التي جلبت الناس, لكن هذه الايام هو افضل بايع للصمون ( خبز عراقي تقليدي )

كما يقول “الناس لديهم دخل أقل من ذي قبل ، لذا فهم لا ينفقون المال على شراء الحلوى كما اعتادو. لكن نأمل أن يتغير هذا. لا أستطيع التذمر ، أنا سعيد فقط بالعودة. أنا أحب عملي وأريد أن أعمل هنا حتى أكبر.

نسأل لماذا.

“حسنا ، من مكونات أساسية قليلة ، يمكنني أن أصنع أشهى الأشياء: الخبز والكعك والبقلاوة. جربها بنفسك.

وهذه المرة ، لا نقول لا.

تم إعادة تأهيل سوق بلدية عنة بدعم من مشروع اعادة الاستقرار التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، كجزء من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق.

صور: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق / كلير توماس

حول عمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

وبناء على طلب حكومة العراق ، أنشأ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مشروع اعادة الاستقرار للمناطق المحررة في حزيران /2015 لتيسير عودة النازحين العراقيين بعد صراع داعش ، ووضع الأساس لإعادة البناء والانتعاش ، والحماية من عودة العنف والتطرف.

ويضم مشروع اعادة الاستقرار حالياً أكثر من 3000 مشروع في 31 مدينة ومنطقة محررة ، مما يساعد السلطات المحلية على إعادة تأهيل البنية التحتية والخدمات الأساسية بسرعة.