بعدسة الكاميرا: تصوير الجمال والمعاناة في السليمانية

10 ديسمبر 2019

يقول هيمن عمر أحمد، وهو مصور من مدينة عربت الكردية الواقعة في الشمال الشرقي في السليمانية: "أريد أن أعبر عن الجمال والحزن من خلال صوري". ويضيف: "بدأت التقاط صور تنقل جمال طبيعة كردستان، وتوثق أيضاً محنة الذين يعيشون في هذه المنطقة".

تقع عربت عند سفح جبل سورين، وعلى مرمى حجر من أحمد آوى، أحد أشهر شلالات كردستان، ولذلك لا عجب في رغبة المصورين المحليين هيمن عمر أحمد وريبين رحمن رحيم بنقل واقع حياة المدينة من خلال عدسة الكاميرا.

واعترافاً بقدرة الفن على إثارة الحوار والربط بين أفراد المجتمع، منح برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة UN PONT PER الإيطالية هذين المصورين منحة صغيرة لإقامة معرض للتصوير الضوئي في مركز عربت الاجتماعي في أيلول (سبتمبر). وقد ألهم المركز، الذي يرتاده وجهاء المجتمع المحلي والنساء والرجال والشباب لتلقي خدمات التدريب والدعم، زائريه التفكر في ارتباطهم بالأرض والمجتمع الذي يعيشون فيه.

رجل مسن يبيع المناشف أمام المسجد الكبير في السليمانية. الصورة: هيمن عمر أحمد/2005

قرية مياوا/شربازهر، كتل ثلج على سطح منزل من الطين والحجارة. الصورة: هيمن عمر أحمد/2015

شارع مولوي/السليمانية، ماسح أحذية يستريح في الشارع. الصورة: هيمن عمر أحمد/2006

مياوا/شاربازير، أسرة تنقل القمح على ظهر حمار. الصورة: هيمن عمر أحمد/2004

في أيار (مايو) 2017، افتتح برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة Un Pont Per مركز عربت الاجتماعي. تقع عربت التي يبلغ عدد سكانها قرابة 53,000 عربي وكردي وإيزيدي وتركماني على بعد 20 كيلومتراً جنوب شرق مركز المحافظة، وغالباً ما تشتهر بأنها مركز الفنون في المنطقة. هذا القرب من السليمانية والانخفاض النسبي لتكاليف المعيشة فيها يجعلان عربت مقاماً صالحاً للنازحين واللاجئين المقيمين في المخيمات المجاورة: مخيمات أشتي وعربت للنازحين وبريكة للاجئين. وتضيف المخيمات إلى النسيج الاجتماعي المحلي نحو 20,000 شخص بينهم نازحون فروا من بيوتهم في جنوب ووسط العراق أثناء أزمة تنظيم الدولة الإسلامية، ولاجئون من حرب سورية ومن الحرب الإيرانية-العراقية.

وعلى الرغم من هذا الثراء في العقائد والثقافات، فقد تصاعدت حدة الضغوط والتوترات الاجتماعية نتيجة ارتفاع معدل البطالة وقلة الخدمات الصحية والتعليمية. وهو ما كان السبب في استثمار برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة Un Pont Per خلال العامين الماضيين في "المركز الاجتماعي" وتطوير هذا المكان كمركز لتعزيز التعايش وبناء التماسك الاجتماعي وتشجيع التنمية المحلية.

وادي دوكان/عربت، نوع من الحمام في السهول العشبية. الصورة: ريبين رحمن رحيم/2017

شهيدان/عربت، صيصان تلتقط طعامها مع الدجاجة الأم. الصورة: ريبين رحمن رحيم/2015

مدينة عربت، عربت، أوزة تحافظ على دفئها جاثمة على ساق واحدة. الصورة: ريبين رحمن رحيم/2016

شهيدان/عربت، غولالا سورا (الزهرة الحمراء). الصورة: ريبين رحمن رحيم/2015

هيمن 36 عاماً، وريبين 32 عاماً، مصوران غير متفرغين لديهما مجتمعين خبرة تتجاوز 30 سنة، مع شغف لالتقاط صور تشجع الناس على حماية بيئتهم وحماية بعضهم بعضاً. يعبر ريبين رحمن رحيم عن ذلك بوصف الصور "كالمرآة تظهر الماضي والحاضر للناس. أريد أن أذكر الناس كيف كان الحال: تتقلص المساحات الخضراء في عربت أكثر فأكثر اليوم بسبب الصراع والبناء وضعف التواصل".

نظم "المركز الاجتماعي"، بتمويل سخي من الحكومة الألمانية، جلسات توعية لأكثر من 1,800 شخص عن العنف القائم على النوع الاجتماعي والعنف الجنسي، وقدم خدمات دعم نفسي واجتماعي ومساعدة قانونية لأكثر من 40 من الناجين من العنف الجنسي العنف القائم على النوع الاجتماعي، وأشرك أكثر من 1,200 نازح ولاجئ وأفراد من المجتمع المضيف في مجموعة من دورات التدريب على اللغات وتكنولوجيا المعلومات والفنون وغيرها.