الإيدز في غزة: "لأنني أعرف؛ فأنا لست خائفة"

4 ديسمبر 2019

--- Image caption ---

ظلت أم محمد، وهي أم لتسعة أبناء وتبلغ من العمر 50 عاماً تعيش في قطاع غزة في الأراضي الفلسطينية المحتلة لمدة 16 عاماً حاملة لفيروس الإيدز. ولكن كشفت الاختبارات عن إصابتها بفيروس الإيدز في مرحلة إرضاعها لطفلتها.

تقول أم محمد: "اكتشفنا إصابتي بفيروس الإيدز الذي التقطته من زوجي بينما كنت ما أزال أرضع طفلتي... أصبت بالهلع على صغيرتي، ولكن حمداً لله، لم ينتقل إليها الفيروس، فاطمأن قلبي للغاية".

تحدثت أم محمد في ورشة عمل تدريبية تولى برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي تنظيمها للصحفيين في غزة بدعمٍ مالي من الصندوق العالمي لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية/متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز) والسل والملاريا (الصندوق العالمي). وكان الهدف من التدريب تقليل الإحساس بالوصمة وتقديم رسائل وحقائق دقيقة عن فيروس الإيدز.

ووفقاً لما ذكرته وزارة الصحة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإن إجمالي عدد المرضى بفيروس نقص المناعة البشرية ومتلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز) قد بلغ 72 حالة منذ عام 1987، وذلك رغم ما يعنيه انخفاض حالات الإبلاغ والمشاكل في أنظمة مراقبة فيروس الإيدز من صعوبة وجود إحصائيات دقيقة في المنطقة العربية.

وهذا الوضع ينطبق على غزة على وجه الخصوص. فمن بين 29 حالة معروفة لأناسٍ يعيشون بفيروس الإيدز ومسجلين في قطاع غزة من واقع الإحصائيات، ثمانية أشخاص فقط ما يزالون على قيد الحياة ويتلقون حالياً دواءً مضاداً للفيروسات العكوسة ودعماً من خلال برنامج الصندوق العالمي التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. أما في الأراضي الفلسطينية ككل، فإن 21 شخصاً مصاباً بمراحل متقدمة من فيروس الإيدز يتلقى العلاج، بينما يحصل 20 شخصاً يعيش بفيروس الإيدز على دعمٍ نفسي.

يشتمل البرنامج أيضاً على جلسات توعية مهمة وأنشطة لتقليل الإحساس بالوصمة تركز تركيزاً خاصاً على أئمة الدين ووسائل الإعلام وأخصائي المساعدة القانونية. خضع أكثر من ألفي شخص في الأراضي الفلسطينية المحتلة - ومن بينهم أم محمد - لفحصٍ حاسم لفيروس الإيدز وحصلوا على جلساتٍ استشارية.

وتوضح أم محمد قائلة: "كثيرون لا يعرفون شيئاً عن طريقة انتقال فيروس الإيدز". ينتقل فيروس الإيدز عن طريق العلاقات الجنسية دون وقاية أو نقل دم ملوث أو عن طريق استخدام معدات حقن غير معقمة.

وتقول أم محمد: "أنا أعرف، ولذا أنا لست خائفة... أستطيع مشاركة أطفالي طعامهم وأوانيهم، وأن أقبلهم ليلاً قبل النوم كأي أم. وأفعل نفس الشيء مع جيراني وأقاربي".

توفي زوج أم محمد بعد تشخيص إصابتها بالإيدز بأربعة أشهر، ليتركها تتحمل عبء أسرتها. تضيف أم محمد قائلة: "أصبحت أماً وأباً لأبنائي التسعة... ربيتهم بأفضل ما في استطاعتي".

يعد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المتلقي الرئيسي لبرامج الصندوق العالمي في عددٍ من البلدان. وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة، قام برنامج فيروس الإيدز الذي يدعمه الصندوق العالمي بالتعاون الوثيق مع وزارة الصحة والوكالات التابعة للأمم المتحدة بتقديم مساهمات كبيرة في منع انتشار فيروس الإيدز، وتقديم العلاج وخدمات الرعاية للأشخاص الذين يعيشون بفيروس نقص المناعة البشرية ومرض الإيدز.

قام الصندوق العالمي بتخصيص 11 مليون دولار أمريكي للمشروع على مدار خمسة أعوام (2009-2013). واليوم، وبفضل جهود هذه المبادرة، أصبحت 22 منظمة غير حكومية تقدم خدمات الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز والتوعية والدعم المتعلقين بهما في قطاع غزة والضفة الغربية.

تقول أم محمد: "لقد آن الأوان ليتعامل مجتمعنا مع الأفراد الذين يعيشون بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز كأي شخص له الحق في الحياة والعمل والتعلُّم والحصول على العلاج عندما يمرض".

بقلم عمار بخاري وريم أبو شومر ودانيا درويش

* تم تغيير جميع الأسماء لحماية خصوصية المعنيين