الابتكار في الحديدة: إيجاد حلول لـ 350 طناً من النفايات الصلبة اليومية

28 مارس 2021

ملكية الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اليمن \ 2020

تأثرت مدينة الحديدة على الساحل الغربي بشدة بالحرب بسنواتها الست. موطن الميناء البحري الرئيسي في البلاد والخدمات الأساسية، بما في ذلك التخلص من النفايات والكهرباء. كما تعاني المدينة من ارتفاع مستويات البطالة، والأسوأ من ذلك أن عدم القدرة على التخلص من النفايات بأمان يسبب تفشي الأمراض الفتاكة مثل حمى الضنك والملاريا.

تنتج الحديدة أكثر من 350 طناً من النفايات يومياً - أو 990 متراً مكعباً - ولكن مع القدرة المحدودة للسلطات المختصة، لا تستطيع إدارة النفايات في المدينة وبالكاد تستطيع التخلص من نصفها. بدون  الطرق المنتظمة والآمنة للتخلص من النفايات المنزلية والصناعية، فإنها تتراكم وتملأ الشوارع مما يسبب عقبات خطيرة يجب على المواطنين وخاصة أن عليهم عبورها بحذر خلال تنقلاتهم اليومية.

 في الفترة بين مايو/أيار وديسمبر/كانون الأول 2019، وظف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ما يقرب من 6,100 شخص: 3,650 من المجتمع المحلي و2,450 من صندوق النظافة. وقد تمت إزالة ما يقرب من 17 الف طن من النفايات الصلبة ونقلها ورميها في مكب النفايات.

"آمل أن تستمر مثل هذه المبادرات. لقد ساعدني ذلك حقاً على الاعتناء بزوجتي وأطفالي"، يقول عبد الله يحيى، وهو عامل نظافة تم توظيفه من خلال مشروع النظافة والنقد مقابل العمل.

وللمساعدة في هذه العملية الضخمة، تم توفير الصيانة وقطع الغيار لـ 44 شاحنة نقل قمامة، فضلا عن18,700 لتر من الوقود وزيت المحرك. بالإضافة إلى ذلك، تم توفير 14 دراجة نارية و50 عربة قمامة متنقلة لدعم صندوق النظافة، مما يساعد على إزالة النفايات من المدينة واستعادة القدرة على التنقل لـ 3.3 مليون شخص تقريباً في المدينة.

ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه الجهود، لا تزال المدينة تعاني من فشل الخدمات الحيوية ولا تزال إدارة النفايات الصلبة مشكلة قائمة.

فما الذي يمكن عمله؟

 في عام 2020، وضع البرنامج الإنمائي مشروعا مبتكرا ليس للتخلص من النفايات الصلبة فحسب، بل لاستخدام تلك النفايات لتوفير الكهرباء التي البلد في أمسّ الحاجة إليها. وسيساعد ذلك على ضمان توفير طاقة أكثر أماناً ونظافة للمجتمع المحلي، فضلاً عن الحد من النفايات المتراكمة في الشوارع، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تفشي الأمراض الوبائية.

وسيعالج المشروع ثلاث مشاكل رئيسية في الحديدة المتضررة من النزاع:

  1. سيتم خلق فرص عمل للناس المتضررين في المدينة، ومساعدتهم على البقاء على قيد الحياة واكتساب مهارات لا تقدر بثمن خلال فترة صعبة للغاية.
  2. سيتم إعادة استخدام النفايات الصلبة لخلق الطاقة الحيوية للمدينة، وهي طريقة صديقة للبيئة لخلق الطاقة المتجددة.
  3. سيتم تشجيع المجتمع المحلي والقطاع الخاص والحكومات على تسريع الحلول اللازمة لسبل العيش والاستدامة البيئية التي تتسم بالابتكار والاستدامة.

"شعرت بإيجابية! وقد ساعدني هذا العمل على تأمين الدخل لتغطية تكاليف الوقود والغذاء وغيرها من السلع الأساسية لعائلتي". يقول عمر البالغ من العمر 37 عامًا، والذي نزح من منزله أثناء النزاع، ونقل عائلته إلى الحديدة. لم يتمكن عمر من العثور على عمل منتظم منذ انتقاله ولكن هذا المشروع غيّر حياته وساعده المال على تنظيم دخله ووضع الطعام على طاولته لعائلته. 

في ديسمبر 2018، وبعد أكثر من عامين من الجمود، عقد المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن مشاورات مع الشركاء اليمنيين في السويد. وقد اختتمت المشاورات بنجاح مع اتفاقيات إعادة نشر القوات من مدينة الحديدة والميناء، فضلاً عن تأسيس دور رائد للأمم المتحدة في الإشراف على إدارة الموانئ ومواردها. ودعماً لاتفاق السلام، قام المكتب الفرعي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الحديدة بوضع مشاريع مع التركيز على الإجراءات المتعلقة بالألغام وسيادة القانون والإنعاش.